تحولت الحملة الانتخابية التي دخلت يومها ال 11 إلى عملية لَيِّ الأذرع بين المتنافسين على صدارة الانتخابات، وتولت بعض الأحزاب دور»التخويف» من الإسلاميين على خلفية توقع قادته اكتساح الانتخابات المقبلة، بل أكثر من ذلك إمكانية تشكيلهم للحكومة في حال فوزهم بأغلبية مقاعد البرلمان، ولم يكتف قادة تكتل الجزائر الخضراء الذي يتشكل بتحالف ثلاثة أحزاب إسلامية في المشاركة في الحكومة الحالية، بل توقع أبو جرة سلطاني أن يحصد التكتل الإسلامي حوالي 120 مقعدا من أصل 463 مقعدا في البرلمان الجديد. وقال فاتح ربيعي في تصريح ل»الشرق»: «في تكتل الجزائر الخضراء وجدنا تجاوبا شعبيا غير مسبوق، ففي الانتخابات السابقة كان الناخبون يلوموننا أننا كإسلاميين لم نتمكن من الاتحاد والتوحد في إطار قوائم موحدة، وفي هذه الانتخابات نزلنا إليها ونحن متوحدون، والشعب الجزائري يريد أن يصنع ثورته وربيعه الخاص، ولكن بطريقة جزائرية وربيع جزائري من خلال صناديق الاقتراع ليقضي على آثار الأزمة التي خلفتها السنوات السابقة» وشدد ربيعي أمين عام حركة النهضة أحد أبرز أقطاب التكتل الإسلامي عن عزم التكتل إذا فازت قوائمه بالأغلبية على تشكيل حكومة تكون قاعدتها عريضة «وبعد الانتخابات ننتقل من التكتل الإسلامي إلى الوطني بحيث نشارك كل من يشاطرنا الرأي ويقاسمنا ضرورة القضاء على الفساد والمحسوبية والرشوة والبيروقراطية، ولإخراج البلاد من الريع البترولي إلى الاقتصاد المنتج للثروة». وبخصوص تصريح وزير الداخلية الجزائري في أعقاب هذه الحملة بين القوى الإسلامية والديمقراطية حول من يفوز بأغلبية المقاعد، حيث توقع الوزير أن لا يحصل أي من هذه الأحزاب المتنافسة على هذه النتيجة، بحكم أن النظام الانتخابي المعتمد في البلاد القائم على الدائرة النسبية وليس على القائمة الانتخابية لن يسمح بتحقيق تلك الأمنية، وعلق الربيعي على الوزير بقوله:» مع احترامنا لرأي وزير الداخلية ولقناعته فإن عليه أن يوفر أجواء الحرية والنزاهة للموعد المقبل». ولم تمر توقعات الإسلاميين باكتساح البرلمان مرور الكرام، فقد هاجم الوزير الأول الذي ينشط في نفس الوقت حملة حزبه التجمع الوطني الديمقراطي حيث دعا الجزائريين في تجمع انتخابي إلى التخلص من أصحاب الشكارة(أصحاب المال) وأصحاب اللحية (في إشارة إلى الإسلاميين)، وعلى نفس الموجة عزفت السيدة لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال التروتسكي حيث دعت الناخب الجزائري إلى معاقبة الإسلاميين وحرمانهم من الفوز.