اعتمدت مصالح الداخلية الجزائرية ثمانية أحزاب سياسية جديدة بعد اجتياز امتحان المؤتمر التأسيسي، وأبرز هذه التشكيلات السياسية جبهة العدالة والتنمية التي يتزعمها عبد الله جاب الله. وتذهب توقعات المراقبين إلى أن يحصد حزب جاب الله أصوات الكثير من الإسلاميين، ولم تبرز في هذه القائمة جبهة التغيير الذي أسسه الوزير المنشق عن حركة مجتمع السلم عبد المجيد مناصرة، وأعلن وزير الداخلية أن إدارته ستعتمد كل الأحزاب التي استوفت الشروط القانونية المبينة في قانون الأحزاب الجديد. وعلى صعيد متصل خطت ثلاثة أحزاب إسلامية كبيرة خطوة نحو تجسيد مبادرة التحالف الإسلامي بعد مصادقة مجالس الشورى الخاصة بها على الأرضية، ويتعلق الأمر بكل من حركة مجتمع السلم والإصلاح الوطني والنهضة، وقال فاتح ربيعي أمين عام حركة النهضة الإسلامية ل»الشرق»: «لن ندخل الانتخابات بقوائم حزبية بل هناك قائمة موحدة تجمع هذه الأحزاب وبإمكان أصحاب مبادرة التكتل الإسلامي أن يكون لهم مرشحون أحرار ضمن هذه القوائم»، مشيرا إلى أن هذا التحالف ليس مبنيا على قوائم بقدر ما هو تحالف مبني على برنامج وأرضية سياسية «من أجل تصحيح مسار الإصلاحات التي أفرغت من محتواها». ومن جهته صرح أبو جرة سلطاني عقب مصادقة مجلس شورى حركة مجتمع السلم أول من أمس على أرضية التحالف الإسلامي «أن تكتل الإسلاميين الذي تعمل الأحزاب على تجسيده لا يقتصر على مقاعد البرلمان وإنما يتعداه إلى تحالف استراتيجي حول برنامج معين، قائلا إن»الجزائر أثقل بكثير من أن تحكم بتيار واحد». ولم تحسم بعد جبهة التغيير موقفها من هذه المبادرة وأشار مناصرة في تصريح صحفي أن المكتب الوطني للجبهة سيلتئم اليوم الثلاثاء للحسم في مسألة الالتحاق بمبادرة التكتل الإسلامي من عدمه، وكان قادة جبهة التغيير قد اعتذروا عن الالتحاق بالمبادرة على خلفية اهتمامهم بترتيب البيت الداخلي الذي هو قيد التأسيس، فضلا عن تقديم شرط تعجيزي بدعوة أحد أطراف التحالف وهو غريمه حركة مجتمع السلم الانسحاب من الحكومة الحالية، مشيرا أن ذلك لا ينسجم ومشاركة أحد أطراف هذا التكتل في تحالفين متنافسين، وانشق مؤسسو جبهة التغيير عن حركة مجتمع السلم، كما فضل عبدالله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية غلق الباب أمام المبادرة، ولكن أوساط من داخل تكتل الإسلاميين كشفت ل»الشرق» عن وساطة يقوم بها رموز من التيار الإسلامي لحمل كل من قيادتي التغيير والعدالة على تغيير موقفهما من المبادرة والالتحاق بها وتذويب الجليد بين هذه الأطراف.وفي اتصال هاتفي كشف منسق مبادرة التكتل الإسلامي عزالدين جرافة عن تنصيب لجنة تتولى صياغة ميثاق التكتل وكذلك لجنة تقنية تتولى التحضير لإعداد البرنامج الانتخابي لهذا التكتل الذي سيعرض على الجزائريين في الانتخابات التشريعية المقبلة. وعلى صعيد التيار العلماني تحدثت تقارير صحفية عن بوادر تكتل بعض الأحزاب العلمانية في إطار تحالف حزبي للدخول في الانتخابات البرلمانية ضمن هذا التيار لمواجهة تحالف التيار الإسلامي.