القطيف – ياسر السهوان الدحيم: نحقق البطولات بأقل الإمكانات والمدينة الرياضية ستحل مشكلاتنا العلي: الإعلام يتجاهلنا ونظمنا البطولة الخليجية بجهود ذاتية غياب تام للألعاب الجماعية .. والفردية تكسب التحدي ينتظر نادي الجزيرة بالقطيف البدء في إنشاء المدينة الرياضية النموذجية المعتمدة في ميزانية الدولة هذا العام، على مساحة تصل إلى 63 ألف متر مربع لتحل معاناته الطويلة مع الملاعب التي تسببت في ابتعاد ألعابه الجماعية، مثل: كرة اليد، وكرة القدم عن ساحة التنافس، واللافت في مسيرة هذا النادي أنه تحدى كل الظروف، وواصل مسيرته الناجحة في تحقيق الألقاب المحلية والخليجية خصوصا في الألعاب الفردية كالمبارزة والمصارعة الحرة الرومانية وكمال الأجسام كان آخرها حصول لعبة المبارزة على المركز الثاني في البطولة التي استضافتها صالة الراكة مطلع مارس الماضي، وكذلك تتويج لعبة المصارعة بدرع الدوري العام الموسم الماضي. ويملك نادي الجزيرة الذي تأسس عام 1386ه، سجلا رائعا وتاريخا حافلا، إذ خرّج العديد من نجوم كرة القدم السعودية، أبرزهم اللاعب الدولي السابق أبوسمرة الذي لعب لنادي الاتحاد، ولاعب الاتفاق نبيل الدحيم، إضافة إلى إمداده منتخبي المصارعة والمبارزة بأفضل اللاعبين، وفي مقدمتهم ناصر العميري وعدنان البنعلي وخليل الذوادي ويعقوب الشاهين. ملاعب سيئة واعترف رئيس نادي الجزيرة حمد الدحيم أن المنشاة الجديدة لا تعني نهاية مشكلات النادي، وقال ل»الشرق»: لا يمكن الجزم بأن مشكلات النادي ستنتهي بمجرد تدشين المدينة الرياضية، ربما تظهر مشكلات مالية وإدارية شأننا في ذلك شأن بقية الأندية، ولكننا لن نستبق الأحداث، ونأمل أن ينتهي العمل في الموعد المحدد وبعدها لكل حادثة حديث». وأكد أن سوء الملاعب الحالية أثر كثيرا على ألعاب النادي، خصوصا الجماعية منها، كاليد وكرة القدم، مشيرا إلى أن المنشأة الحالية تضم صالتين مخصصتين للعبتي المبارزة والمصارعة وهما الأبرز حاليا، وتابع: «نحقق الإنجازات والبطولات بإمكانات بسيطة ومحدودة، وثقتنا كبيرة في أن تعود ألعاب النادي للواجهة بعد إنشاء المدينة الرياضية، موضحا أن المنشاة الجديدة ستنعكس إيجابا على بقية الألعاب، أضف إلى ذلك أن أولياء أمور اللاعبين سيشعرون أن أبناءهم في مكان مناسب وصالح لممارسة هواياتهم المختلفة. أنشطة اجتماعية وأشار رئيس نادي الجزيرة إلى أن دور النادي لا يقتصر على الجانب الرياضي فقط، بل ينظم العديد من الفعاليات والبرامج الثقافية والأنشطة الاجتماعية، وأوضح: «النادي يقدم برامج وأنشطة مختلفة تهدف إلى تفعيل دوره الاجتماعي، ومنها حلقات تحفيظ القران الكريم، والمسابقات، والمشاركة في أسبوع الشجرة والمرور، وتنظيم رحلات ومعسكرات كشفية بإشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب. مدينة متكاملة من جهته، أوضح نائب رئيس النادي، عبدالله الوشمي أن رعاية الشباب ستبدأ العمل في المدينة الرياضية بعد أربعة أشهر تقريبا على مساحة 63 ألف متر مربع، وهي تحوي ملعبا رئيسيا لكرة القدم وآخر رديفا ومسبحا وصالة رياضية مغطاة للألعاب المختلفة وملاعب خارجية ومبنى كبيرا للإدارة حسب مواصفات وتخطيط الرئاسة العامة لرعاية الشباب. وأبان أن العمل جار حاليا لإنشاء صالة رياضية مغطاة للعبة المصارعة بالقرب من مقر المنشاة الجديدة على مساحة ثلاثين ألف متر تقريبا، مشيرا إلى أن تنفيذها يتم بجهود ذاتية لاستخدامها مؤقتا إلى حين الانتقال للمنشأة الجديدة، على أن يتم استثمارها مستقبلا، لافتا إلى أن الإدارة تعاقدت مع إحدى الشركات لتركيب أرضية مطاطية بتكلفة 170 ألف ريال، ولكنهم تراجعوا عنها بعد صدور قرار بناء المنشأة. ونوه الوشمي بنجاح النادي في استضافة بطولة الأندية الخليجية للمبارزة على صالة الراكة دون أي دعم مادي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو اتحاد اللعبة، وقال: شح الموارد المالية يمثل هاجسا كبيرا لنا، الإعانة السنوية لا تكفي، ولولا دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لما تمكنا من تطوير وتحديث بعض البنى التحتية بالنادي ومنها، صالة المصارعة التي بلغت تكاليفها 600 ألف ريال تقريبا. تجاهل إعلامي أما إداري لعبة المبارزة والمسؤول الإعلامي بالنادي، عبدالله العلي، فقد عاتب وسائل الإعلام المختلفة على عدم اهتمامها بنادي الجزيرة، وقال: «النادي لم يأخذ حقه الإعلامي طوال السنين الماضية نظير ما حققه من إنجازات، ولم يتم تسليط الضوء عليه إلا في بطولة الأندية الخليجية للمبارزة»، متمنيا أن يتغير الوضع في الفترة المقبلة، ويجد نادي الجزيرة وغيره من الأندية الاهتمام الإعلامي بما يحفز اللاعبين على تقديم الأفضل وتحقيق إنجازات كبيرة للرياضة السعودية. واشتكى العلي من عدم توفر الإمكانات والأدوات في لعبة المبارزة، وأوضح: «نعاني من نقص الأدوات وعدم مناسبتها للعبة ولعطاء اللاعبين، صحيح أن اتحاد اللعبة يوفر الأدوات ولكنها قديمة نوعا ما وغير مريحة في الاستخدام، عموما تغلبنا على هذه المشكلة بالتدريب المتواصل، وهذه المشكلة لم تمنعنا من حصد الانجازات والحضور المميز في جميع المنافسات». معاناة القدم فيما برر مدرب كرة القدم بالنادي، المصري عبدالحميد صلاح غياب اللعبة عن ساحة التنافس إلى عدم التزام اللاعبين بالتدريبات اليومية، معتبرا أن هذا الوضع طبيعي في ظل غياب بند الحوافز والمكآفات كما هو الحال في الأندية الأخرى، وأوضح: «الجزيرة يمتلك لاعبين على مستوى عال، ولكنهم يتجهون إلى اللعب في أندية أخرى مجاورة تدفع لهم مبالغ مجزية». وقال إن كرة القدم بنادي الجزيرة لن تتطور بالنادي إلا بتخصيص ميزانية محددة، فالكرة تحتاج إلى مبالغ كبيرة للصرف على اللاعبين وتحفيزهم وهو ما يفتقده النادي حاليا، وتسبب في ابتعاد اللعبة عن دائرة التنافس. صالة كمال الأجسام
صورة خارجية للنادي وفي الإطار ملعب كرة القدم (تصوير : علي العبندي)