كشف العراق يوم الجمعة عن قائمة لعلاوات التوقيع ونموذج العقد النهائي للجولة الرابعة لتراخيص الطاقة، وهي أحدث مرحلة في خطة طموحة للتوسع تحول التركيز من تطوير الحقول النفطية القائمة الي البحث عن احتياطيات جديدة. وبعد أن ركزت بغداد على تعزيز الطاقة الانتاجية في ثلاث جولات للتراخيص نظمتها بعد الحرب تركز الجولة الرابعة على استكشاف الغاز في مناطق نائية في غرب ووسط العراق. وقد يكون العراق من أكبر المناطق غير المستكشفة الباقية في العالم بعد عقود من الاهمال بسبب الحروب والعقوبات. وبحسب (البروتوكول النهائي للعطاءات) الذي حصلت عليه رويترز قد تجني الحكومة المركزية مبلغا صافيا يصل الى 235 مليون دولار من رسوم التوقيع التي لا ترد اذا أرست كل امتيازات النفط والغاز المطروحة التي يبلغ عددها 12 امتيازا في الجولة التي تعقد في 30 و31 مايو ايار. وستكون كل من الشركات الفائزة بالعقود ملزمة باستثمار ما بين 90 و130 مليون دولار على الاقل بحسب الامتياز. وسيحق للشركات استخراج الغاز المكتشف فورا لكن الحكومة العراقية احتفظت بخيار لاجبار الشركات على الانتظار لمدة تصل الى سبعة أعوام قبل أن تبدأ استخراج النفط وتحصل على مدفوعات من بغداد مقابل ذلك. وأرجأ العراق هذه الجولة مرارا بسبب شكاوى من المنافسين المحتملين بشأن شروط عقد الخدمة المبدئي. وأدخلت بغداد بعض التعديلات في فبراير شباط. وقال مسؤول نفطي عراقي ان النموذج النهائي للعقد الذي صدر يوم الجمعة يتضمن تغييرات طفيفة فقط مقارنة بالمسودة. وتابع قائلا “الشروط الاقتصادية في العقد النهائي أكثر ربحية وملاءمة للشركات الاجنبية من عقود الخدمة التي طرحت في الجولات السابقة.” ولم تتأهل شركة اكسون موبيل الامريكية الى القائمة النهائية للمشاركين في الجولة الرابعة الذين يبلغ عددهم 47 شركة لانها وقعت اتفاقا مع اقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق. لكن اكسون وشركات أخرى تمتلك تراخيص حالية في العراق مثل (بي.بي) وايني ورويال داتش شل قد تفكر في التنقيب عن النفط تحت وإلي جوار مشروعاتها القائمة بدلا من المنافسة على أصول جديدة. وأثارت توتال أيضا غضب بغداد حين عبرت عن اهتمامها بكردستان. لكن الرئيس التنفيذي للشركة كريستوف دو مارجري الذي طالما انتقد عقود الخدمة العراقية قال ان الشركة الفرنسية لن تسعى للفوز بعقود في جولة التنقيب. وقال مصدر بشركة نفطية غربية “الشركات الكبرى التي شاركت ونجحت في الجولات (الثلاث الاولى) نالت كفايتها من جنوب العراق.” وقد تمثل الجولة الرابعة فرصة لشركات لم تدخل قطاع التنقيب والانتاج في العراق مثل شيفرون وشركات تجارية وشركات للطاقة من الشرق الاوسط. وقال مصدر غربي في الصناعة “هناك عدد من الاسماء الجديدة في قائمة المؤهلين لديها أموال كثيرة.” وبعد جولة التراخيص السابقة التي نظمتها بغداد رفع العراق احتياطياته النفطية المؤكدة بنسبة 25 بالمئة الى 143 مليار برميل ويقول خبراء ان هناك عشرات المليارات من البراميل لم تكتشف بعد. وتريد بغداد حاليا أن تؤكد وجود مزيدا من الاحتياطيات. ومن المتوقع أن تضيف الامتيازات الاثنا عشر المطروحة 29 تريليون قدم مكعبة من الغاز وعشرة مليارات برميل من النفط الى الاحتياطيات. وترغب الحكومة أيضا أن تظهر أنها تتصدى لازمة حادة في امدادات الكهرباء بالبحث عن مزيد من الغاز. وتقول مصادر بالصناعة ان الامتيازات المطروحة التي قد تكون غنية بالغاز هي امتيازات جذابة لكن بغداد ليس لديها استراتيجية واضحة لنقل واستهلاك أي انتاج من الغاز تسفر عنه عمليات التنقيب. وقد يحجم بعض المستثمرين أيضا بسبب الاضطرابات السياسية في سوريا المجاورة التي من المزمع أن تصل اليها وتمر عبرها صادرات للغاز في أنابيب. أما الجائزة الكبرى لمن يأملون في اكتشاف النفط فهي امتياز المنطقة-9 الذي يقع في جنوب شرق العراق قرب الحدود مع ايران. رويترز | لندن