وصل ناشطون مؤيدون للفلسطينيين أمس إلى مطار بن غوريون الدولي على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها السلطات الإسرائيلية لمنع قدومهم، واحتجزت الشرطة الإسرائيلية 40 ناشطا قدموا على متن طائرات من دول مختلفة ضمن حملة «أهلا بكم في فلسطين». وقالت لوبا السمري المتحدثة باسم الشرطة في بيان «رفض طلب 40 ناشطا للدخول حيث من المنتظر لاحقا بعد الانتهاء من كافة الإجراءات القانونية إبعادهم جميعا إلى دول انطلاقهم». وأوضحت السمري أن بين هؤلاء «33 فرنسيا وإسبانيين وإيطاليين وسويسريا وكنديا وبرتغاليا». وقالت سابين حداد المتحدثة باسم وزارة الداخلية الإسرائيلية في بيان إن بين المحتجزين الأربعين يوجد «حاليا 27 مواطنا فرنسيا» رفضوا الصعود على متن الطائرات المتوجهة إلى فرنسا وسيتم «نقلهم إلى معتقل»، موضحة أن الباقين عادوا بالفعل إلى أماكن قدومهم أو سيعودون في وقت لاحق. وذكرت مصادر إسرائيلية أن نحو 650 متضامنا من أصل 1500 كانوا سيشاركون في الحملة، تم منعهم مسبقا من الوصول إلى مطار اللد بعد أن أبلغتهم شركات الطيران بإلغاء تذاكر السفر و حجوزاتهم على متن طائراتها. وقالت المصادر إن وزارة الداخلية الإسرائيلية كانت وجهت رسالة رسمية أرفقتها بقائمة بأسماء 650 ناشطا، طالبت من شركات الطيران عدم السماح لهم بالوصول إلى مطار اللد على متن طائرات هذه الشركات، حيث استجابت المطارات في كل من فرنسا وبلجيكا للمطالب الإسرائيلية بعدم السماح بسفر المتضامنين. وأكد أمجد الشوا، منسق الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار عن غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي في حالة من الارتباك خاصة في ظل التعامل العنيف مع المتضامنين الأجانب الذين وصلوا إلى مطار اللد في إطار حملة التضامن السلمية مع الشعب الفلسطيني تحت اسم «أهلا بكم في فلسطين». وقال الشوا ل «الشرق» إن ما حدث اليوم بحق هؤلاء المتضامنين يؤكد من جديد على ضرورة أن يتدخل المجتمع الدولي بشكل فوري وعاجل من أجل الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف كافة انتهاكاته وفي مقدمة الحصار على قطاع غزة وتهويد القدس والاستيطان في الضفة الغربية، موضحا أن المتضامنين أكدوا بأنهم في مهمة تضامن سلمية مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أنواع العدوان والانتهاكات المستمرة من قبل الاحتلال، لافتا إلى أنهم كانوا في طريقهم إلى مدينة بيت لحم لإعادة إعمار روضة للأطفال ومتحف للتراث الفلسطيني. وأوضح الشوا أن ما قامت به بعض شركات الطيران من إلغاء حجوزات لبعض هؤلاء المتضامنين هو تواطؤ من قبلها، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من ذلك فقد استطاع عشرات منهم في اليوم الأول لهذه الحملة التي سوف تستمر أسبوعا من الوصول إلى مطار اللد ليؤكدوا على أهمية دور التضامن الشعبي في دعم قضية الشعب الفلسطيني. وقال: «التاريخ لن يعود للوراء، فالقضية الفلسطينية تتقدم إلى الأمام، وهناك الكثير من الجهود التي سوف تتواصل أسوة بما حدث لدعم مواجهة التمييز العنصري في جنوب أفريقا، وبدأت الشعوب تأخذ دورها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بعد أن فشل المجتمع الدولي الرسمي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي، بل استغل الاحتلال ذلك في الإمعان بانتهاكاته». وشدد على أن هناك أشكال مختلفة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، موضحا أنه ستكون هناك مبادرات جديدة للتضامن عبر البحر والحدود، و»قد بدأت كل الجهود السلمية تعمل بالتوازي مع جهود أخرى، وقد لاحظنا تظاهرات في المطارات التي منع المتضامنون من السفر من خلالها». وطالب الشوا بضرورة الحفاظ على سلامة المتضامنين الذين اعتقلتهم إسرائيل وأحالتهم للتحقيق والتنكيل، وضمان الإفراج الفوري والعاجل عنهم وتمكينهم من الوصول إلى مبتغاهم. وقال: «يجب التحرك على صعيد البرلمانات في أوروبا، خاصة أن هؤلاء هم مواطنون أوروبيون لهم الحق في الوصول إلى الأرض الفلسطينيةالمحتلة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لذلك لابد من وجود موقف رسمي وخاصة في الأممالمتحدة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف كافة أشكال العدوان ضد شعبنا ومن يتضامن معه».