يواجه حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، المؤتمر الشعبي العام، محاولات انشقاق ظهرت أولاها أمس الأول بإعلان فرع الحزب في محافظة أبين الجنوبية، التي ينتمي إليها الأمين العام له الرئيس عبدربه منصور هادي، موقفاً متفرداً من القضية الجنوبية وقضايا أخرى دون الرجوع إلى القيادة المركزية للحزب. وأعلن فرع المؤتمر في أبين، في اجتماعٍ رأسه القيادي البارز في الحزب أحمد الميسري عضو أعلى هيئة قيادية في المؤتمر ونائب وزير الزراعة ومحافظ أبين سابقا، تبنيه خيار الفيدرالية بين الشمال والجنوب كحل لإعادة صياغة النظام القائم في البلاد. وقال فرع الحزب في أبين، في بيانٍ صدر عنه، إن اختياره الفيدرالية وإعادة صياغة اليمن وفق هذا الإطار يأتي من منطلق أن “مؤتمر أبين” يعد أحد مكونات الجنوب الجغرافية والاجتماعية. ودعا “مؤتمر أبين” كل أبناء الجنوب بمختلف مكوناتهم وعلى رأسهم قيادات الحراك الجنوبي وقيادات الخارج وممثلو القوى الأخرى في الداخل إلى الاتفاق حول أفضل تصور لحل القضية الجنوبية. وذهب “مؤتمر أبين”، إلى أن الفيدرالية ستعمل على تثبيت دعائم الوحدة اليمنية وستزيل الغبن والضيم الذي يعانيه أبناء الجنوب، مؤكدا أنه لا يجد حرجاً في دعم هذا المقترح لأنه الحل الأمثل للقضية الجنوبية بما يحفظ الوحدة ويرسخها وفقاً للمبادرة الخليجية. وشدد “مؤتمر أبين” على رفضه أي حلولٍ تتبنى معالجة دون مستوى يرضي أبناء الجنوب تحت مسمى الدفاع عن الوحدة، واعتبر فرع الحزب ذلك انبطاحا مرفوضا، مشيرا في الوقت نفسه إلى دعمه كل ما يقوم به الرئيس هادي من خطوات سياسية، وداعيا القيادة العليا للمؤتمر بزعامة الرئيس السابق صالح إلى التأكيد على ذلك بغض النظر عن أي تحفظ على أي قرار يصدر الرئاسة الجديدة. وطالب “مؤتمر أبين” قيادات الحزب بما فيها علي عبدالله صالح بالانصياع لكل ما يصدر عن الرئيس واعتباره ممثلاً للمؤتمر الشعبي العام، كما طالب “هادي” بضرورة تعديل أولويات اللجنة العسكرية بحيث تتصدر قضية تطهير أبين من عناصر القاعدة هذه الأولويات. واستغرب بيان فرع المؤتمر استهلاك اللجنة العسكرية كل هذا الوقت في أمانة العاصمة صنعاء لإزالة المتاريس في الوقت الذي تزداد فيه أوضاع محافظات “أبين” و”لحج” و”عدن” و”شبوة” و”حضرموت” و”البيضاء” تدهوراً أمنياً بما يهدد بخروجها عن سيطرة الدولة. وحاولت “الشرق” التواصل مع قيادات المؤتمر العليا للتعليق على هذا التطور المهم، غير أنها رفضت الحديث واكتفت بالقول إن مواقف الحزب تتخذها هيئاته التنظيمية وليست اجتماعات منفردة. واعتبر مراقبون هذا الموقف تمردا على إدارة علي صالح للحزب، رداً على تمرد أقاربه على قرارات الرئيس هادي التي تضمنت تغييرات في الجيش ومؤسسات حكومية. وزارة الدفاع تهاجم حزب “صالح” من جهة أخرى، صعَّدت وزارة الدفاع التي يقودها الوزير محمد ناصر أحمد، المنتمي إلى محافظة أبين الجنوبية، من لهجتها ضد المؤتمر الشعبي رغم انتماء الوزير للحزب وتمثيله له في الحكومة. ووجهت وزارة الدفاع انتقادات لحزب صالح على موقفه من قرارات الرئيس، وطالبت بوقف إساءات المتحدث باسم الحزب للمؤسسة العسكرية وقياداتها. واستنكر مصدر مسؤول في دائرة التوجيه المعنوي التابعة للقوات المسلحة تصريحات المتحدث باسم المؤتمر بحق القيادة الجديدة لوزارة الدفاع وتكرار محاولات الزج بالقوات المسلحة في أتون الصراعات الحزبية. ودعت دائرة التوجيه المعنوي وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان إلى إحالة قيادات الدائرة السابقين المحسوبين على الرئيس السابق إلى القضاء العسكري حتى ينالوا جزاءهم العادل ولاستعادة ممتلكات الدائرة والقوات المسلحة منهم. وقال المصدر، في بيان صحفي، إن عددا من الضباط خلال فترة المدير السابق للدائرة، علي حسن الشاطر، “متهمين بنهب وإخفاء عشرات السيارات العسكرية وغيرها مما تم شراؤه من إمكانيات الدائرة”.