في مدينة جدة لا يمكن أن تخرج من منزلك وتعود إليه بسلام بعد أن تحولت كل المواقع إلى أشياء تسد النفس سواء على الطرقات أو على الشوارع بعد أن أصبحت جميع الطرق زحمة في زحمة يمكن أن ترمي الإبرة إلا وتقع على سيارة لدرجة أن إشارة المرور لا يمكن أن تعديها إلا بعد أربعة أو خمسة إضاءات حمراء. ولا يمكن أن تنجز في مشوار واحد ما كنت تنجزه زمان في ربع ساعة على الأكثر ولا يمكن أن يحل هذا الزحام الكثيف إلا في إقامة مدن جديدة في ضواحي مدينة جدة بعد أن ضاقت المدينة بسكانها وشوارعها وطرقاتها وسياراتها وأصبح كل قائد سيارة بسبب ذلك نفسه على طرف أنفه ممكن أن ينزل ويتشاكل معك في الشارع بسبب ضيق الزحام وتوقف أرتال السيارات أمام إشارات المرور فترة طويلة إلى أن تعدي الإشارة . وكل يوم أشاهد الإشكالات في الشوارع بين قائدي المركبات بسبب هذه الزحمة وزد على ذلك أنك لا تستطيع أن تقضي أكثر من حاجة في مشوار واحد وإذا سلمت «يا دوب» تقضي في مشوار واحد مهمة واحدة وتضطر أن تترك المهمة الأخرى إلى يوم آخر مهما كانت المهمة ضرورية، أضف إلى ذلك العنت إذا كنت في مشوار إلى إحدى الإدارات الحكومية فهذا إشكال آخر قد لا تنجزه إلا بعد «طلوع الروح» وقد تحولت مقولة «ابتسم أنت في جدة» إلى مقولة «ابك.. أنت في جدة» والسلام عليكم.