* الكتاب: قضايا الشباب العربي في الفضاء الرقمي في العام 2010 * المؤلف: جمال غيطاس، وخالد الغمري * الناشر: مؤسّسة الفكر العربي، 2012 يرصد الإصدار الثاني عشر من سلسلة كتب «معارف»، التي تصدر عن (مؤسّسة الفكر العربي)، ما دار في الفضاء الرقمي التفاعلي العربي، من مدوّنات ومنتديات وصفحات ومجموعات «فيسبوك» خلال عام 2010. ووثق الإصدار ما جرى من توجهات، وما أُثير من قضايا شغلت اهتمام الشباب العربي والعرب بعامّة، في هذا العام، من النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والخدمية، وغيرها. واستند الكتاب على عيّنة من المحتوى العربي في الفضاء الرقمي التفاعلي على مستويين: الأول، هو مستوى وحدات التحليل، أي المدوّنات والمنتديات وصفحات ومجموعات «فيسبوك»؛ والثاني هو المواد الموجودة داخل وحدات التحليل، والمقصود بها محتوى المدوّنات، والمشاركات داخل المنتديات، والمشاركات داخل الصفحات والمجموعات في «فيسبوك». ويوضح ترتيب القضايا المثارة عبر الفضاء الرقمي التفاعلي العربي في 2010 (مدوّنات، منتديات، «فيسبوك») طبقاً لموقع كلّ قضية في قنوات النشر الثلاث، أن هذه القضايا سارت في مسارين رئيسيّين، أحدهما يتعلق بقضايا «الشأن الخاص» التي تدور في الفلك الضيّق للشخص واهتماماته العائلية والعملية والاجتماعية، والآخر بقضايا «الشأن العام»، التي تدور في فلك المجتمع والوطن والهموم المشتركة قومياً وإنسانياً في آفاقها الرحبة الواسعة. ففي مجال اهتمام المدوّنات العربية (بصفة عامة) بالشأن العام أتت قضية الثقافة والأدب والفكر في المركز الأول بين قضايا الشأن العام، وفي المركز السادس بين ترتيب القضايا ككلّ في المنتديات، وأتت قضية الأفلام والسينما والأغاني في المركز الأول بين قضايا الشأن الخاص، وفي المركز الأول بين ترتيب قضايا «فيسبوك» ككلّ. أما الدائرة الأصغر، التي تشكّل ما يناهز ثلث اهتمامات المستخدمين ل»فيسبوك» (30% تحديداً)، ففي داخلها خمسون قضية يختلط فيها الشأن العام بالشأن الخاص، وإن كانت الغلبة فيها أيضاً لقضايا الشأن الخاص التي تتبوأ كثيراً من المراكز المتقدّمة في قائمة أكثر القضايا انتشاراً واهتماماً على «فيسبوك». ومن بين قضايا الشأن العام تظهر القضايا الاجتماعية وقضايا الثقافة والفكر في المركزين الرابع والخامس على التوالي في «فيسبوك»، وبعد ذلك لا تظهر قضايا الشأن العام إلا متأخرةً. ولا يختلف الحال كثيراً في المدوّنات والمنتديات. وتمثلت أبرز قضايا الشأن الخاص في قضية الأسرة، والأفلام والسينما والأغاني، والأنترنت والمعلوماتية، والتليفزيون والفضائيات، والخواطر والمشاعر، والرياضة، والطبّ والصحة، فضلاً عن 26 قضية دينية فرعية. وعن نمط انتشار القضايا داخل الدول العربية، يطلعنا الكتاب أن هناك تبايناً واضحاً بين الترتيب العام للقضايا، وترتيب القضايا نفسها داخل كلّ دولة عربية على حدة. إذ لوحظ تنوعٌ واضحٌ في خيارات كلّ شعب عربي واختياراته للقضايا التي يهتمّ بها عبر المنتديات.