شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين من مختلف مدن وقرى قطاع غزة في مسيرة القدس العالمية بحضور واسع من جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي وبمشاركة رئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية والوفد البرلماني المصري الذي يقوم بزيارة إلى القطاع. وشهدت المسيرة التي وصلت بالقرب من الخط الأخضر شمال القطاع، وتزامنت مع الذكرى السنوية ليوم الأرض، انتشاراً مكثفاً لعناصر أجهزة الأمن التابعة لحكومة حماس حرصا على منع تقدم أي متظاهر تفادياً لقيام الجنود الإسرائيليين باستهداف المشاركين في المسيرة. بدوره، اعتبر عضو اللجنة الوطنية العليا لمسيرة القدس العالمية ورئيس لجنة القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني، أحمد أبو حلبية، أن مشاركة هذه الجموع بالتزامن مع المسيرات المماثلة في العالم لاسيما على حدود فلسطين، تستهدف التأكيد على أن القضية الفلسطينية ليست شأنا فلسطينيا فحسب، إنما قضية عالمية يحملها كافة أحرار العالم. من جانبه، وجَّه رئيس الوفد البرلماني المصري الذي يزور قطاع غزة، محمد السعيد إدريس، التحية من ثوار مصر إلى شهداء فلسطين، وقال «كنا في ميدان التحرير نسعى لإسقاط الطاغية، وفي عقلنا أننا نتقدم لرفع راية الأمة واستعادة الأقصى وتحرير فلسطين». من جهته، اتهم عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية الفلسطينية، صالح ناصر، سياسات الاحتلال باستهداف كل ما هو فلسطيني، وأضاف «يوم الأرض هذا العام ليس كأي عام فالشعب قرر أن يكون يوماً للقدس» على حد قوله. وتابع في كلمته أمام الحشود «بدعمكم سيزول الاحتلال وستبقى القدس عاصمتنا، وفي هذا اليوم ندعو لتعزيز صمود أهلنا في القدس وتذليل كافة الإمكانات المادية لهم». وحاول ما يربو عن مائتي متظاهر تجاوز عناصر الأمن الفلسطيني باتجاه الخط الأخضر إلا أنهم جوبهوا باستخدام الأمن للقوة، لكن ذلك لم يمنع محاولات التسلل باتجاه معبر بيت حانون الذي تسيطر عليه إسرائيل، حيث نجح بعض المتظاهرين من الوصول إلى نقطة الاحتكاك مع جنود الاحتلال في المعبر ما أوقع عددا من الإصابات وُصِفَت بالمتوسطة، بحسب اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في غزة. وفي الضفة الغربية، خرج عشرات الآلاف في المسيرات بعد صلاة الجمعة حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين على حاجز قلندية شمال القدسالمحتلة. وأُصيب واعتُقِل عشرات الفلسطينيين خلال مهاجمة قوات الاحتلال للمسيرات السلمية التي انطلقت في الأراضي الفلسطينية إحياءً للذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأرض ونصرةً للمسجد الأقصى والقدس. وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي العشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان على حاجز قلندية ما أدى لإصابة ثمانين شخصا، من بينهم وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري والناشط السياسي مصطفى البرغوثي. وأكد متظاهرون في القدسالمحتلة ل «الشرق» أن الجنود الإسرائيليين قاموا بحملة اعتقالات واسعة طالت عددا كبيرا من القيادات الفلسطينية منها مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر.