أحيا الشعب الفلسطيني أمس ذكرى النكبة الثالثة والستين، حيث جابت شوارع قطاع غزة منذ الصباح مسيرات شعبية حاشدة، ورفع المشاركون في المسيرات الأعلام الفلسطينية والشعارات التي تؤكد على حق العودة ورفض التوطين. وسقط شهيد وأصيب نحو (80) مواطناً فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي قرب معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، أثناء مشاركتهم في مسيرة الى المعبر. وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال أطلقت عدة قذائف مدفعية وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه آلاف المواطنين الفلسطينيين الذين كانوا يشاركون في المسيرة الجماهيرية الحاشدة. وقالوا إن مجموعة من الفتية يحملون أعلاما فلسطينية اقتربوا من الجانب الفلسطيني على معبر بيت حانون، إلا أن قوات الاحتلال أطلقت نحوهم اربع قذائف مدفعية وأطلقت النار عليهم من نقاط المراقبة العسكرية المنتشرة في محيط المعبر ما ادى إلى وقوع اصابات في صفوفهم. وفي مدينة رفح جنوب القطاع حاول عشرات المواطنين اقتحام معبر رفح الحدودي باتجاه الأراضي المصرية، إلا أن أجهزة الأمن الفلسطينية منعتهم من التقدم، واستقرت التظاهرة على بوابة المعبر الحدودي. وفي كلمة له بهذه المناسبة، أكد رئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية، تمسك الفلسطينيين بحق اللاجئين في العودة إلى أراضيهم، معتبراً أن الوحدة الفلسطينية تقربهم من تحقيق الأهداف الكبرى. وقال هنية في كلمته التي ألقاها في المسجد العمري الكبير بغزة «في الذكرى 63 للنكبة هناك متغيرات ستؤدي لانهيار المشروع الصهيوني في فلسطين وانتصار مشروع الأمة». جريح يحمله رفيقه خلال المواجهات مع جنود الاحتلال في الخليل بالضفة الغربية (إ.ب.أ) وحدد المتغيرات في توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية، والثورات العربية والوعي الفلسطيني والعربي. واعتبر أن «وحدة الشعب أساس لتحقيق النصر والتحرير وعودة اللاجئين لوطنهم»، مشدداً الحرص على التطبيق الأمين لاتفاق المصالحة، وقال «المصالحة والوحدة أمر في غاية الأهمية وتنفيذ اتفاقية المصالحة بدقة وأمانة هي أمانة في أعماقنا سنحرص عليها وسننفذها بإذن الله». وعمت التظاهرات والمهرجانات والمواجهات العنيفة مع قوات الاحتلال مختلف ارجاء فلسطين التاريخية، عقب خروج عشرات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني أمس في مسيرات ومهرجانات احياء للذكرى الثالثة والستين للنكبة الكبرى، ما اوقع عددا كبيرا من الاصابات في صفوف المتظاهرين. وانطلقت منذ ساعات الصباح مسيرات طالبية وجماهيرية من مراكز المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية، باتجاه حواجز الاحتلال ونقاط التماس، التي سرعان ما تحولت الى ساحات لمواجهات عنيفة غير مسبوقة مع قوات الاحتلال التي ردت بكل ما في جعبتها من وسائل قمع بما في ذلك الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز واصابت عددا كبيرا بالرصاص حالات اختناق. وشهدت القدسالمحتلة ومحيطها لليوم الثالث على التوالي مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي فرضت اجراءات مشددة ونشرت الآلاف من عناصرها واقامت الحواجز تحسبا لاي تطورات في ذكرى النكبة لاسيما عقب استشهاد الفتى المقدسي ميلاد سعيد عياد برصاص المحتلين فجر السبت. وتركزت المواجهات في العيسوية وسلوان ومخيمي شعفاط وقلنديا وغيرها، حيث رشق الشبان قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات، وردت باطلاق الرصاص وقنابل الغاز والصوت باتجاه المتظاهرين واصابت عددا كبيرا منهم. ولليوم الثالث على التوالي، قيدت سلطات الاحتلال وصول المصلين الى المسجد الاقصى المبارك، واغلق محيط البلدة القديمة ولم تسمح للرجال دون اربعين عاما من حملة الهوية الزرقاء بالدخول، ما اضطر المئات للصلاة في الشوارع والساحات. وقد فرضت سلطات الاحتلال اغلاقا شاملا على الضفة الغربية لمدة 24 ساعة بتعليمات من وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك، تحسبا لاي تطورات بالتزامن مع ذكرى النكبة. كما نشر الجيش الاسرائيلي والشرطة قوات كبيرة في مختلف المدن ومناطق الاحتكاك.