إنذار شديد اللهجة وجّهه حزب العمال الكردستاني لتركيا والتهديد بالإعلان عن تحويل كل المناطق المأهولة بالسكّان في تركيا إلى «منطقة حرب» إذا دخلت القوات التركية إلى سورية! وبهذا الإعلان المُريب يكون الحزب قد أعلن انحيازه لنظام بشار المتهاوي وحليفته الكبرى إيران. وتطرّقت سابقاً إلى الدعم الإيراني اللا محدود لحزب العمال لزعزعة الاستقرار في تركيا ضمن مقال سابق عنوانه «إيران تستبيح سورية» نشرته “الشرق” بتاريخ 17/ 3/ 2012. حيث تعهّدت إيران لقيادات الحزب بتوفيرها جميع أشكال الدعم المادي واللوجستي وإبقائه رهن الإشارة لزعزعة أمن تركيا. والتهديدات النارية التي أطلقها الحزب ضد تركيا، قبيل «مؤتمر أصدقاء سورية» الثاني في إسطنبول والمقرّر انعقاده مطلع الشهر المقبل، إنما تعد رسالة إيرانية واضحة لتركيا بعدم التوغل في دعم الثورة السورية خشية من أن انتصارها سيعجّل بدوره في تهاوي الحكم في إيران. ومنذ بداية الثورة السورية راهن بشار على موقف حزب العمال الذي تتشكل أكثر من نصف قياداته من أكراد سورية، ساعياً لكسب ولاء أكراد سورية بوعدهم الحكم الذاتي والحقوق الواسعة، وتحييد موقفهم من الثورة. وسمح بشار لهجرة مئات الآلاف من أكراد سورية إلى شمال العراق بغية تغيير العامل الديموغرافي لصالح الأغلبية الكردية تمهيداً لإجراء الاستفتاء المرتقب حول الاستقلال التام والإعلان عن الدولة الكردية في المنطقة. وانتقد القيادي الكردي «صلاح بدر الدين» رئيس جمعية الصداقة الكردية – العربية، الوعود التي قطعها «جلال طالباني» لبشار بأن أكراد سورية لن يكونوا ضد نظام حكمه. وفي الوقت الذي يشن فيه الحرس الثوري الإيراني حرباً ضروس ضد أكراد إيران، فإن الأخيرة تقدّم الدعم لأكراد تركيا وتستخدمهم كورقة ضغط في لعبتها المشؤومة متى شاءت!