في أحد مولات الخُبر كانت امرأة كبيرة في السن محشورة داخل مصعد وتردد بلهجة قاسية «امشوا على رجولكم جعلكم للكسار شباب يجون يذون خلق الله ويركبون المصاعد بعد!» في المولات تنتشر السلالم المتحركة، وهي مريحة للعجائز الذين لا يستطيعون المشي، وفي المقابل لا تتطلب فترة انتظار حتى وصول السلم الكهربائي، ولكن بعض الشباب هداهم الله يأخذ المصاعد ويترك محتاجيها في ورطة طول انتظار المصعد. بطبيعة الحال المصعد حل اضطراري للمعوقين ولمن معهم عربات أطفال أمثالي، ونظراً لقلة ارتياد المعوقين للمولات في المملكة لأسباب اجتماعية غير مبررة وأسباب تقنية أهمها غياب تسهيلات مرور عرباتهم وخدمات ضرورية أخرى، لذا أصبح أكثر مستخدمي مصاعد المولات هم من يدفعون عربات الأطفال. الآن من يتحمل اصطكاك المصاعد بالشباب أحياناً وترك كبار السن وأصحاب العربات ينتظرون مع أطفالهم أوقاتاً ليست بالقصيرة، هل غياب التوعية يلعب دوراً في هذا المجال، أم حب الكسل الذي يحكم وعدم الاكتراث بالآخرين، مع أن الكسل يصيبنا جميعاً شباباً وغير الشباب... هل لو وضعت إدارة المول بجانب كل مصعد توجيهاً يحمل عبارات مثل «الأفضلية لاستخدام المصاعد لعربات المعوقين وعربات الأطفال، نرجو من الزبائن الآخرين استخدام السلالم الكهربائية»، هل ستجدي هذه اللوحات صنعاً وتؤثر في الناس؟ أنا أعتقد نعم، التوجيه والتذكير مهمان، وليس كل الشباب هواة تنكيد على الآخرين. بعض شبابنا هداهم الله في غمرة فرحهم بمول يستقبلهم ويفتح أبوابه لهم كأنهم يملكون المول ويملأونه ضجيجاً وعبثاً مع أقرانهم ويبدأون في إزعاج المارة، أنا أعتقد أن معاقبة المسيئين هي الحل الأمثل، حتى لا يؤخذ المحسن بحق المسيء.