إن أحسست بوخز في القلب، ونقص في الدّم يسلبك الهناء ويسرق بهجة لونك ليصبّها فيما حولك من العالم، فاهربْ من طبيبٍ كئيب، أهمل بحكم عمره المديد مظهره، حتى أسعفك دماغك المريض بفكرة انشقاقه عن زملائه «المتحرّرين» وتعاقده مع ملك الموت للإطاحة بك في ربيعٍ مزعوم فاصل بين الدنيا والآخرة!اهرَعْ لأقرب مشفى، ستختفي حينها أمارات المرض فما ستشاهده من بهرج الدنيا و»رُوجها» و»أحمر خدودها وشفاهها» في صورة من يُسعِفك، سيجعلك تتمسك بالحياة، كما لو أنّك شعرة سكنت رأس مُمرّض مغمور ب»الجلّ»!هرباً من الموت؛ ستستقبل عبير عِطرٍ طغى على المعقّمات، سيُربك كلّ علاماتك الحيوية بين خفقان، وهبوط، وحماس ونشوة، وانخفاض لمستوى هرمون الأمل في البقاء استمتاعاً بنشوة الشمّ فضلاً عن النظر! لتتساءل: هل الرائحة الزكية الفاتنة كفيلة بإطالة الأجل؟ سيتحوّل الأطباء إلى جنود لترويض الحالة المجنونة؛ مع أن المتسبّب فيها هو من بينهم أنفسهم! يهدأ الهياج، ليثور الدّم لمنظر آخر أرقَّ، ومن أفراد الطاقم الطبِّي أيضا! فلا تعرف هل جئت لتتطبَّبَ أم لتُفْتَتَن؟ ستدرك حكمة الرّب إذ لم يجمع عيُّك المرض وكآبة المنظر، وتبقى الحسرة فهذا ليس وقت مُتَعتك فأنت مُسجَّى على البياض! وكم من مولودٍ بُدّل في غفلة من مُساعِدة طبيبٍ نسِيَت من هول تعلُّقها بمِعصمٍ أحاطت به ساعة فاخرة، حتى ضلّت أيّهُما أغواها الساعة أم المعصم؟ ليبقى المريض هو الحَكَم! ويبقى السؤال: إن أثبت العلم الحديث علاقة الطّب بالأزياء فما دور ما شفَّ وفصّل وأثار من زِيّ في تخفيف الزهايمر لدى الرّضّع؟ هي فُرصة لتشهد أعظم فتن الدنيا قبل موتك، ولباقي الأحياء: هل ما زلتم تناقشون الأخطاء الطبيَّة وسرّها؟! كم أكره مفردة «السر» بعد العَيان.