تعتبر الهيئة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جهازاً مجتمعياً لا غنى لنا عنه، بل نحن في أمس الحاجة إليه، ولا يسوغ لنا بسبب وجود أخطاء فردية من بعض أعضائها، حتى وإن تكررت، أن نعمم ونحكم على كل فرد فيها، أو على الهيئة كلها. وهناك تيار إعلامي جارف يحاول تشويه سمعة الهيئة كجهاز، ويرسم صورة نمطية تسيء لها. من المؤكد هناك أخطاء لا يمكن تجاهلها من أي مؤسسة كانت، ولكن علينا أن ننظر إلى الجانب الذي لا يسلط عليه الضوء، رغم أهميته، وهو إنجازات جهاز الهيئة. ولكن طبيعة العمل الإعلامي للأسف تكمن في نقل أخبار الأخطاء، ولا تهتم بالإنجازات، وإنجازات الهيئة يجب أن تذكر وتشكر في مجتمعنا، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، جهدهم في مجال مكافحة المخدرات وأماكن الرذيلة.أكاد أجزم بأن الأغلبية العظمى من السعوديين يرغبون في استمرار وجود وجهود الهيئة، وقد يشعرون بالقلق الشديد من مجرد طرح فكرة أن يكون المجتمع من دون الهيئة. وكما قيل الدليل في سياق الحديث، لذا يجب أن يكون جهاز الهيئة قادرا على إعادة الثقة المهزوزة عند كثيرين، والمفقودة عند البعض، فنعود لننظر لهم على أنهم فئة موثوق فيها من المجتمع نفسه، تحاول التقليل من الممارسات الأخلاقية السيئة والمنحرفة الدخيلة على مجتمعنا، وحتى المتأصلة فيه، والتي قد تكون نتيجة جهل الفاعل بسوء الفعل. ولا نريد استمرار الصورة النمطية التي تظهرهم بأنهم مجموعة تدعي الاحتساب بعيدة عن واقع المجتمع، تتصيد الأخطاء، بل وحتى أحيانا لا تتحرك لمنع الفعل بل للقبض على من فعل بالجرم المشهود.في النهاية يجب أن نعي، أنّ أفراد هيئة الأمر بالمعروف، في غالبيتهم، وأتمنى أن يكون تقديري صحيحاً، هم أبناء هذا البلد، يتبعون ويتعاونون مع جهاز رسمي، ليحافظوا على ثقافة مجتمعنا المتزنة والمحافظة على وقاره الديني، والذي يميزه عن غيره من البلاد. وكما هو الحال بين كل جهاز إداري أو ميداني، توجد السلبيات والإيجابيات أثناء أداء عمله. فكلنا، أو أغلبنا، مع استمرار العمل، وأيضاً مع تنظيم وتقنين العمليات الإدارية والميدانية، لكي لا تكون تابعة للأهواء، وحتى لا تلقي التصرفات الشخصية بظلالها عليها وتكون النتائج بما لا تحمد عاقبته. وفي الجانب الآخر يجب أن يكون النقد الإعلامي والشخصي نقداً هادفاً، وليس لمجرد النقد أو إثارة السخط وتعميم السوءات للتحقيق أهداف وأهواء الناقد.وخلاصة الأمر، أن الهيئة جهاز (أمن مجتمع) نحن في حاجة ماسة جداً لوجوده، وعلينا أن لا نرسم للهيئة صورة خاطئة لمجرد استيائنا من مواقف ذكرت في الإعلام وتم تسليط الضوء عليها بشكل منظم، وعدم اتباع عاطفة اللحظة المتراكمة، بدل أن نساعد في تقويم الانحراف البسيط نسبيا في الأداء، وذلك عن طريق المساعدة في إيجاد الحلول، وتقديم النصائح.