روى لي صاحبنا هندول الكنكاني زيارته لسوق “بانوراما” بعد عشرين عاماً لم يدخل فيها سوقاً لأنه من العُزَّاب المحظورين وقال: الحمدلله الذي أحياني حتى زرت أسواق الرياض عازباً. وحدثنا مرجوج الحافلاتي أنه لم يعرف سوقاً سوى البطحاء والبقية يراها من بعيد. وسمعت حبروشاً بن خالة برصيصة يقول: كانت الأسواق كالنساء متحجبات وبعيدات حتى ظننت أن دخولهن تحرُّش! وقال أحد رجال الحسبة: حان زمن المواجهة، لم نَسلمْ والعزابُ خارج الأبواب، فكيف الأمر وقد ازدحمت بهم الأسواق. وحذَّر مرعوب بن قنيدر البردقاني نساءه من دخول “المولات” فرادى خشية التحرُّش، وزوَّد كلاً منهن جوالاً يظن حمايتهن، وكان هذا ما يُردْنَ. وبلغني من أحد الثقات أن طلاب الجامعات والكليات قرَّروا هجر الاستراحات وملاعب الكرة والتمتُّع بالجولات في الأسواق حتى قيل إن الفرق بين طلاب اليوم وطلاب العقد الماضي هو حرية زيارة الأسواق وقرَّر طنبور بن مطيقيق أن يهجر كل “مول” في الرياض ويعود إلى “أسواق حجاب” قائلاً: كنت لا أطيق زحامهم عند الأبواب فكيف أرضى بمشاركتهم طرقات الأسواق وداخل محالها. وقالت برصيصة، والدمع يملأ عينيها: سامح الله والي الرياض فقد قطع رزقي. قيل لها: وكيف ذاك؟ قالت: كنت أدور الأسواق فكلَّما وجدت أعزباً أدخلته “المول” بعد أن يدفع لي مبلغاً. فماذا أفعل الآن؟ قيل لها: لو تزوَّجت أحدهم كان أجدى! وحذَّر العلاَّمة صراخ الصحواني من هذه الفتنة ومخاطرها على النساء، وقال: إن كان أمر الوالي ماضياً فليدخل العميان أولاً، ثم نلبس الشباب نظارات سوداء فلا “يخزُّون” البنات خزَّاً. وسمعت في المطار من يقول: لا ميزة في دبي والحرية كلُّها سواء ثم قطع تذكرته وقفل عائداً.