تفخر دول العالم برجالها وقادتها الأبطال لنضالهم وكفاحهم الطويل الشاق لتحرير واستقلال وتوحيد دولهم، وإنجازاتهم. ولشعوب تلك الدول الحق بل كل الحق بالفخر والإعجاب والزهو بقادتهم. ونحن في المملكة العربية السعودية أيضاً شعباً وقيادة لنا كامل الحق أن نزهو ونفخر بهؤلاء الأبطال والملوك الآباء ممن أسس ووحد دولة عصرية، ووضعها نصب عينيه وحمل روحه على كفيه؛ إما النصر واستعادة ملك الآباء والأجداد أو الشهادة. ولنا ملوك لهم إنجازات خلدها التاريخ بعد رحيلهم، ونذكر بالنذر اليسير مما تم إنجازه في فترة حكم كل ملك من الملوك الآباء. ففي عهد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله- تم أعظم إنجاز في عام 1932م؛ وهو توحيد معظم أقاليم الجزيرة العربية تحت اسم المملكة العربية السعودية بعد حروب طاحنة على أكثر من جبهة استمرت زهاء عشرين عاما. تولى الحكم من بعده الملك سعود- رحمه الله- وأكمل المسيرة، وتم في عهده إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات، ودعوته إلى المؤتمر الإسلامي، وإنشاء كلية البترول والمعادن. في عهد الملك فيصل- رحمه الله- موقف خلد وتتذكره الأجيال جيلاً بعد آخر حتى الآن؛ وهو عندما اتخذ القرار بقطع البترول عن الغرب بسبب حرب 73م. أيضاً؛ تم إنشاء جامعة الملك فيصل، الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وشركة سابك. أما في عهد الملك خالد فقد اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية، ودعا إلى قمة عربية، وانتهت الأمور بقبول دخول قوات الردع العربية. شهدت فترة حكم الملك فهد- رحمه الله- أحداثاً أبرزها احتلال العراق للكويت، وأحداث 11 سبتمبر، وافتتاح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. تولى الحكم الملك عبدالله- رحمه الله- وتضاعف عدد الجامعات من ثماني جامعات إلى 20 جامعة، وتم إنشاء مدن اقتصادية، وإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي للتواصل بين الحضارات. هؤلاء الملوك الآباء تم في عهدهم كثير من الإنجازات كتوسعة الحرمين الشريفين وافتتاح طرق ومشاريع عملاقة وبناء جامعات وملاعب، وبرامج ابتعاث جامعي والكثير. وبعد أن رحلوا؛ وجب علينا أن نذكِّر بين الفينة والأخرى بهم، وما تم من إنجاز في عهدهم. بقي أن نذكر أن المملكة العربية السعودية منذ عهد الموحد الملك عبدالعزيز آل سعود- طيب الله ثراه- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- انتهجت سياسة الاعتدال والاتزان والحكمة والوسطية على كافة الأصعدة.