حرص زوار مهرجان الأحساء المبدعة للحرف اليدوية والفنون الشعبية الذي تنظمه أمانة الأحساء خلف مقرها في «الفريج التراثي»، على حضور الفعاليات واستعادة ذكريات الماضي الجميل. ويقف زوار المهرجان أمام الخراز «صانع الأحذية والمنتوجات الجلدية»، وفيه يقدم الحرفي أحمد الجميعة البالغ من العمر 60 عاماً، شرحاً عن هذه الحرفة، مبيناً أنه أمضى زمناً طويلاً فيها، وأنها تعتمد على أنواع مختلفة من الجلود مثل «الماعز، والأغنام، والبقر، والجِمال». وقال إن هذه المهنة توارثها أباً عن جد، من خلال تصنيع الأحذية بطريقة يدوية لافتة للنظر، مضيفاً أن الأدوات التي يستخدمها هي الجلود وتُجلب من مناطق مختلفة أهمها المدابغ، وإبرة كبيرة لها «مقبض» خشبي مستدير، وخيوط سميكة ملونة لتزيين الأحذية أو المنتجات الأخرى، ومدقّة لضرب الجلد، و»سمبة» وهي قطعة خشبية مستطيلة طولها حوالي 15 سنتيمتراً مدببة من جهة وتزداد سماكتها بالتدريج، و»محكّة» وهي قطعة من الحجر الخشن، وأدوات القص والقطع. وذكر الجميعة أن الجيل الجديد يميل إلى الصناعات المستوردة لأسعارها المناسبة وموديلاتها المتجددة باستمرار، إضافة إلى التنوع في أشكالها الخارجية و ألوانها التي تتوافق مع موضة العصر. ودافع عن إنتاج مهنته من حيث الجودة، مؤكداً أن أحذية الخراز تتصف بمواصفات عالية الجودة، ونوعية تجعلها قادرة على منافسة المستورد من الأحذية الحديثة. إلى ذلك، يشهد ركن الخباز الأحسائي إقبالاً كبيراً من زوار المهرجان، وشكلت رائحة الخبز الأحمر الساخن التي تفوح من تنور خالد خليل أجواد (70 عاماً)، مصدر جذب زوار المهرجان. ويدلف زوار المهرجان من العائلات إلى ركن الخباز بعد انتهاء جولتهم في ساحات المهرجان بغية شراء ما تنتجه أيادي الخباز من «الخبز الأحمر» الذي تشتهر به الأحساء، ويستمتعون في الوقت ذاته بمشاهدة طريقة إعداده، بداية من التحضير وحتى انتهائه ساخناً في أيديهم. ويشير أجواد إلى أنه أمضى أكثر من 50 عاماً في هذه المهنة التي تشهد عزوفاً من قبل كثيرين في هذه الأيام، لافتاً إلى أن اختلاف مسميات الخبز لا تفسد طعمه اللذيذ، كون العبرة في النهاية بالطعم الذي ينتهي إلى المستهلك، مبيناً أنه يُطلق عليه أحياناً «خبز بالتمر» أو «خبز أسمر»، مضيفاً أنه شارك في عديد من المهرجانات المحلية. كما لعب المقهى الشعبي المصاحب لفعاليات المهرجان دوراً مهما في جذب الزوار خصوصاً من كبار السن الذين حرصوا على الحضور المبكر في المقهى وتناول القهوة والشاي، بالإضافة إلى بعض الأكلات الشعبية ومنها البليلة، والمرقوقة، والهريس.