تتواصل فعاليات مهرجان الأحساء المبدعة للحرف اليدوية والفنون الشعبية، الذي تنظمه أمانة الأحساء خلف مقرها في الفريج التراثي ، وسط إقبال كبير من الزوار الذين حرصوا على الحضور واستعادة ذكريات الماضي الجميل . حيث اتسع خيال زوار المهرجان إلى زمن سمعوا عنه من أجدادهم وآبائهم لتكون بوابة تطل بهم على ماضي تدارسوه، وعند كبار السن من الزوار تستعيد تلك المشاهد أحاسيس السنين. ويقف زوار المهرجان أمام الخراز " صانع الأحذية والمنتوجات الجلدية " الحرفي أحمد الجميعة " 60 عاماً " الذي امضى زمناً طويلاً في هذه الحرفة التي تعتمد على أنواع مختلفة من الجلود مثل (الماعز، الأغنام، البقر، والجِمال ) ،موضحاً أن هذه المهنة توارثها أبًا عن جد، من خلال تصنيع الأحذية بطريقة يدوية ملفتة للنظر، مستعرضاً الأدوات التي يستخدمها . ويشهد ركن الخباز " الأحسائي " إقبالاً كبيراً من زوار مهرجان، إذ تجذب رائحة الخبز الأحمر الساخن التي تفوح من تنور خالد خليل أجواد "70 عاماً " زوار المهرجان، حيث يدلف زوار المهرجان من العائلات إلى ركن الخباز بعد انتهاء جولتهم في ساحات المهرجان بغية شراء ما تنتجه أيادي الخباز من "الخبز الأحمر" الذي تشتهر به محافظة "الأحساء" ويستمتعون في الوقت ذاته بمشاهدة طريقة إعداد هذا الخبز، بداية من التحضير وحتى انتهائه ساخناً في أيديهم. ويشير أجواد إلى أنه أمضى أكثر من 50 عاماً في هذه المهنة التي تشهد عزوفاً من قبل الكثيرين في هذه الأيام، لافتاً إلى أن اختلاف مسميات "الخبز" لا يفسد "لطعمه اللذيذ" ، كون العبرة في النهاية بالطعم الذي ينتهي إلى المستهلك، مبيناً أنه يُطلق عليه أحياناً "خبز بالتمر" أو "خبز أسمر". كما كان للمقهى الشعبي المصاحب لفعاليات المهرجان دورا مهما في جذب الزوار خصوصا من كبار السن الذين حرصوا على التواجد المبكر في المقهى وتناول القهوة والشاي بالإضافة الى بعض الأكلات الشعبية ومنها "البليلة" و "المرقوقه" و"الهريس".