جمع «المخبز الحساوي» كلاً من مدينة «بريدة» ومحافظة «الأحساء» اللتين تعدان الأشهر بإنتاج التمور على مستوى مناطق المملكة، وذلك في مكان واحد بمهرجان التمور ببريدة «بريدة عاصمة التمور»، حيث دخل «التمر» هذه المرة عاملاً رئيساً في الجمع بين الاثنتين بالرغم من تباهي كل واحدة وتفاخرها بمنتجها من هذا المحصول سنوياً. ويشهد ركن المخبز «الحساوي» في قرية التمور إقبالاً كبيراً من زوار مهرجان التمور ببريدة، إذ تجذب رائحة الخبز الأحمر الساخن التي تفوح من تنور عائلة «آل الحكيم» زوار القرية؛ خاصة وأنهم يبدأون العمل مع نسمات الصباح الأولى، حيث وقت الإفطار للكثيرين. ويدلف زوار القرية من الأفراد والعائلات إلى الركن الواقع في الجهة الغربية الجنوبية من القرية، بعد انتهاء جولتهم في ساحات بيع التمور بغية شراء ما تنتجه أيادي العم «عبدالله الحكيم» من «الخبز الأحمر» الذي تشتهر به منطقة «الأحساء»، ويستمتعون في الوقت ذاته بمشاهدة طريقة إعداد هذا الخبز، بداية من التحضير وحتى انتهائه ساخناً في أيديهم. ويشير العم «عبدالله الحكيم» إلى أنه أمضى30 عاماً في هذه المهنة التي تشهد عزوفاً من قبل الكثيرين في هذه الأيام، لافتاً إلى إن اختلاف مسميات «الخبز» لا يفسد «لطعمه اللذيذ» قضية، كون العبرة في النهاية بالطعم الذي ينتهي إلى فم المستهلك، وأضاف: «شاركت في العديد من المهرجانات المحلية مثل «الجنادرية» واحتفالات العيد في بعض المناطق». أما العم «حمزة الحكيم» عم «عبدالله»، فبين أنه يزاول هذه المهنة منذ 25 عاماً وقد ترك وظيفته من أجلها، وأضاف: هذا الخبز يدخل «التمر» في إعداده، ولذلك يطلق عليه أحياناً «خبز بالتمر» أو «خبز أسمر»؛ مشيراً إلى أن من مكوناته دقيق البر الذي يعجن بمصفى ماء التمر ويضاف إليه «الملح وحبة البركة وحلوة»؛ كما أن الخبز الأحمر البيتي يضاف إليه خيار «الزعفران والهيل». ويرى العم عبدالله، أن «الهيل» أفضل، أما «التمر» فيستخدم كخميرة وكبديل للخميرة العادية. يذكر أن ركن «المخبز الحساوي» يأتي ضمن الفعاليات المصاحبة في قرية «التمور» والتي تنظمها اللجنة المنظمة لزوار المهرجان بغرض إضفاء طابع ترويحي وترفيهي على وقتهم في السوق بعد قضاء حصتهم التسويقية، كما أنه يتم بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع».