تجذب رائحة الخبز الأحمر الساخن التي تفوح من تنور خالد خليل أجواد (70 عاماً) زوار مهرجان «الأحساء المبدعة» للحرف اليدوية والفنون الشعبية والذي تنظمه الأمانة حالياً. ويحرص زوار المهرجان من العائلات على زيارة ركن الخباز بعد انتهاء جولتهم في الساحات، لشراء ما ينتجه أجواد من هذا الخبز الذي تشتهر به محافظة الأحساء، ويستمتعون في الوقت ذاته بمشاهدة طريقة الإعداد، بداية من التحضير وحتى انتهائه ساخناً بين أيديهم. وأمضى أجواد أكثر من 50 عاماً في هذه المهنة التي تشهد عزوفاً من الكثيرين في هذه الأيام، ولكنه نقل مهنته إلى ابنه متعب (30 عاماً). ولفت إلى أن اختلاف مسميات الخبز «لا يفسد لطعمه اللذيذ»، كون العبرة في النهاية بالطعم الذي ينتهي إلى المستهلك، مبيناً أنه يُطلق عليه أحياناً «خبز بالتمر» أو «خبز أسمر». وغير بعيد من ركن أجواد، يقع المقهى الشعبي المصاحب لفعاليات المهرجان، والذي يجذب هو الآخر الزوار، خصوصاً من كبار السن الذين يحرصون على الحضور المبكر في المقهى وتناول القهوة والشاي، إضافة إلى أكلات شعبية، ومنها: البليلة، والمرقوقة، والهريس. وقال عدداً منهم: «إن المقهى أعاد ذكريات الماضي». ويقف زوار المهرجان أمام الخراز صانع الأحذية والمنتوجات الجلدية الحرفي أحمد الجميعة (60 عاماً)، والذي أمضى عقوداً في هذه الحرفة التي تعتمد على أنواع مختلفة من الجلود، مثل: الماعز، والأغنام، والبقر، والجِمال. وأوضح الجميعة أن هذه المهنة توارثها أباً عن جد، ليصنع الأحذية يدوياً. والأدوات التي يستخدمها الجميعة هي الجلود والتي تُجلب من المدابغ، وإبرة كبيرة لها مقبض خشبي مستدير، وخيوط سميكة ملونة لتزيين الأحذية أو المنتجات الأخرى، ومدقّة لضرب الجلد، و«سمبة» وهي قطعة خشب مستطيلة طولها حوالى 15 سنتيمتراً مدببة من جهة وتزداد سماكتها بالتدريج، إضافة إلى «المحكّة» وهي قطعة من الحجر الخشن، وأدوات القص والقطع. وذكر أن الجيل الجديد يميل إلى الصناعات المستوردة لأسعارها المناسبة وموديلاتها المتجددة باستمرار، إضافة إلى التنوع في أشكالها الخارجية وألوانها التي تتوافق مع موضة العصر. ودافع الخراز عن منتجاته لناحية الجودة، بقوله: «تتصف أحذيتنا بمواصفات عالية الجودة، ونوعية تجعلها قادرة على منافسة المستورد من الأحذية الحديثة».