فيلم «المسافرون» للمخرج مورتن تيلدوم فيلم خيال علمي يُحفظ فيه مسافرون في كبسولات، ويوضعون في مركبة فضائية، تصل بهم بعد 120 سنة إلى كوكب يعيشون فيه. خلال الرحلة حدث خطأ تقني فاستيقظ مسافر رغم تبقي 90 سنة، أيقظ بعد ذلك فتاة، وبعد سلسلة من الحوادث والحب المتبادل؛ كان بإمكان واحد فقط العودة إلى كبسولته، لكنهما فضلا العيش في المركبة، والموت سويا. عندما استيقظ بقية المسافرين وجدوا أمامهم حديقة ملأى بالشجيرات والطيور، ورسالة صوتية من «لين» التي تؤدي دورها «جينيفر لورنس» جاء فيها: لا يمكنك التعلق بمكان ستذهب إليه، ونسيان الاستفادة القصوى من المكان الذي أنت فيه. في غمرة الانشغال بالأهداف، نسي الناس الاستمتاع بطرق الوصول إليها. حتى الآخرة مع سمو هدفها لم تكن مبررا لنبذ الدنيا، وجّه النبي درسا نبويا لعُبّاد زهّاد، فقال صلى الله عليه وسلم «أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكنّي أصوم وأفطر، وأصلّي وأرقد، وأتزوّج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني». إذا كان هذا حال الآخرة، فكيف بأهداف دنيوية، بل إن الإنسان يضع أحيانا هدفا ليس لأنه يحبه، وإنما لتحقيق رضا المجتمع عنه، فيعيش العمر في صراع بين رضا نفسه والناس. حيثما تجد نفسك وسعادتك اصنع حياتك، حتى لو كنت في منتصف الطريق، فبعض الطرق أجمل من نهاياتها.