دشَّن أمير المنطقة الشرقية، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز رسمياً من مجلس الإثنينية الأسبوعي بإمارة المنطقة الشرقية مساء أمس، جمعية سواعد للإعاقة الحركية بالمنطقة الشرقية بعد اعتمادها رسمياً من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية فيصل بن عبدالله فؤاد وأعضاء مجلس إدارة الجمعية ومنسوبيها من ذوي الإعاقة الحركية. ووصف أمير الشرقية الحضور من ذوي الإعاقة بالفاعلين في المجتمع والمؤثرين فيه، ويسيرون على خطى رجالات وسيدات وصلوا إلى مراحل مهمة على مر العصور، وأثروا مجتمعاتهم علمياً وعملياً، منوهاً بجهود الجمعية المبذولة في سبيل توفير بيئة مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، تمكنهم من الانخراط في المجتمع، والمساهمة في خدمته والرقي به على جميع المستويات، ومشيداً بالعزيمة والإصرار التي بدت على أعضاء الجمعية، كما أكد ثقة الوطن بهم، وانتظاره لأفضل ما يمكن منهم. وأشار إلى الدور الكبير الذي تضطلع به وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في هذا الجانب، حيث كانت وستظل داعمة لهذه الفئة الغالية في كل الشؤون، مؤكداً دعمه المستمر للجمعية وأعضائها والمستفيدين من خدماتها. وقال الأمير سعود بعد أن اطلع على مهارات الكرسي المتحرك الذي قدمه عدد من منسوبي الجمعية من ذوي الإعاقة الحركية « نتشرف في هذه الليلة بوجود أبناء وإخوان لنا من جمعية سواعد للإعاقة الحركية، الذين أرفض أن أقول عنهم أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة أو أن أقول إنهم من ذوي الإعاقة، ولن أذكر هذه المفردات البته لأن مَنْ منحه الله القدرة على العمل وعلى الإنتاج وعلى تطوير الذات فليس معاقاً، وليس من ذوي الاحتياجات الخاصة»، فأنتم أعضاء فاعلون في المجتمع ومؤثرون فيه». مضيفاً« لقد رأينا وسمعنا وقرأنا بمختلف العصور رجالات وسيدات وصلوا إلى مراحل مهمة وخدموا مجتمعاتهم علمياً وعملياً، بعد أن أصيبوا بقصر في بعض الحواس سواء نعمة النظر أو السمع أو النطق أو الحركة، ولكن كانت بصيرتهم ولله الحمد واعية وتتفوق في كثير من الأحيان على من أراد له رب العالمين أن يكون كامل الجسد، ولكنه محروم من نعمة البصيرة أو الحكمة في أمور حياته ومجتمعة وعمله». وخاطب أمير الشرقية أعضاء الجمعية قائلاً» إخواني وأبنائي أعضاء سواعد» أنتم لا ينقصكم أي شيء وما تقومون به من عمل لمساعدة أنفسكم أو مساعدة إخوانكم أو أخواتكم في التعريف وتطوير كل ما من شأنه أن يعينكم لهو أمر تؤجرون عليه من ربكم تبارك وتعالى، ثم إنه أمر مقدر عند مجتمعاتكم المحيطة، ونحمد الله الذي منحكم نعمة البصيرة والعزيمة والإصرار، وأعانكم على أنفسكم وجعلكم أقوياء بالله أولاً ثم بدينكم ثم بوطنكم ثم بقدراتكم الشخصية وهذه من أكبر النعم ولله الحمد. مضيفاً« لا تخجلوا ولا تحزنوا عند فقد شيء ما، بل إن رب العالمين عندما يسلب الإنسان أي شيء سيعوضه بأمور أخرى قد لا نعلمها جميعاً، فقد بشركم الله في كتابه الكريم (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنَّا لله وإنا إليه راجعون) فإن البشارة من رب العباد سبحانه وهذه من الأمور التي يسعى إليها العبد، فنعم البشرى ونعم الصابرين أنتم، فسيروا ونحن معكم على بركة الله، فيما نهجتموه من نهج فيه تطوير لقدراتكم المهنية، والتقنية والرياضية والإدارية والذهنية التي ستغلبكم على جميع العوائق أياً كانت، فحصولكم على عديد من الإنجازات والجوائز في مختلف المجالات كما رأيت لهو أمر نفخر ونعتز به جميعاً، ونحن نحثكم ونشد على أيديكم بأن تستمروا وتثابروا وألاّ تيأسوا فبالإصرار تتحقق الآمال، ولتكونوا مثالاً يحتذى به عند إخوانكم ممن لم يفقدوا شيئاً من حواسهم، فأنتم مثال نجاح وأيقونة إصرار وعزيمة، مشيداً سموه بالدور الذي قام به الشيخ عبدالله فؤاد بوبشيت -رحمه الله- قائلاً « لقد غرس الفقيد -يرحمه الله- هذه الثمرة في حياته ورأينا ذريته تعنى بها بعد أن أينعت وازدهرت» كما أشكر الأخ عبدالمحسن راشد الراشد وإخوانه على ما يقومون به لهذه الجمعية، وأنا لا أشك البته فيما تقوم به الدولة ممثلة في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية والتي كانت وستظل بإذن الله داعمة لكم في كل أمر. ووعد أبناءه المعاقين، وقال «أنا واحد منكم يسرني ما يسركم ويزعلني مايزعلكم وفي أي أمر أستطيع أن أساعد به سواء بقدرتي الشخصية أو بقدرتي المهنية فأنا على أتم الاستعداد، وستجدونني عضيداً لكم في كل أمر، فالحمد لله الذي جعل هذا المجتمع مجتمعاً متكافلاً متحاباً متآخياً دائما يُرعى صغيرهم من الكبير ويحرص على ضعيفهم من القوي فهذه ولله الحمد هي أخلاق الإسلام وأخلاق المسلمين. مضيفاً «لقد رأينا علماء أجلّاء تبوؤا مناصب عليا بعد أن حرمهم الله من نعمة البصر، ولكن كانت بصيرتهم أقوى وعلى سبيل المثال شيخنا الجليل عبدالعزيز بن باز -يرحمه الله- وقبله عدد من أصحاب الفضيلة المشايخ الذي لم يروا سوى ببصيرتهم القوية التي مَنَّ الله بها عليهم، ولكنهم كانوا حججاً وعلماء ربانيين لم تعقهم الرؤية في حفظ القرآن الكريم وحفظ السنن والإفتاء بل كانت لهم كتب ومؤلفات ولهم مراجع علمية يُرجع لها إلى الآن في القضاء والإفتاء، وهذه الأمثلة نفخر بها، وها نحن اليوم نفخر بكم وأنتم تثبتون للعالم أجمع أنكم قادرون ورواد في التغلب على الإعاقة، فسيروا ولن تروا إن شاء الله إلا كل خير ما دمتم متمسكين بالعزيمة الراسخة ومتكلين على رب العزة والجلال والحمد لله على كل أمر وكل مصيبة» وطالبهم بأن يكونوا سفراء لأبنائنا الذين يتهورون في قيادة المركبات ويصابون بعض الأحيان بإعاقات بعد أن كانوا أسوياء، وقال سموه» أنتم خير سفراء وخير من ينصح، وأعتقد هذا لن يكون كثيراً عليكم ولن يكون أمراً صعباً عليكم في نصح من يخاطرون بأنفسهم سواء للانشغال بالأدوات والآلات الحديثة عن التركيز في الطرق أو التهور في القيادة، وأخيراً يسعدني أن أراكم في كل وقت وأن أشارككم في كل منشط وفي أي مكان ومرحباً بكم اليوم وكل يوم وبارك الله في علمكم وعملكم وفقكم لما يحبه ويرضاه وكونوا مع الله يكن معكم. من جانبه نوَّه رئيس مجلس إدارة جمعية سواعد للإعاقة الحركية، فيصل بن عبدالله فؤاد، بدعم أمير المنطقة الشرقية للجمعية، ودوره الكبير في تسهيل المهام ورفع مستوى الثقافة والوعي لدى أفراد المجتمع، ومساعدة أبناء المنطقة الشرقية من ذوي الإعاقة ومنحهم الثقة في أنفسهم للبروز والتنظيم والقيادة، وكل هذا يأتي في إطار الإيمان العميق بأهمية دورهم الحيوي في مجتمعهم. واستعرض الأمين العام للجمعية خالد بن أحمد آل عبيد، خلال اللقاء مسيرة الجمعية المتضمنة تنفيذ برنامج ذريتي والذي استفاد منه المتزوجون من ذوي الإعاقات الشديدة ولم يكتب لهم الإنجاب بسبب شدة إعاقاتهم والذين عددهم 32 حالة، وقد رزقهم الله الذرية بفضل الله ثم بفضل هذا البرنامج، وحصول فريق سواعد لرياضة الغوص على بطولة العالم الخيرية للغوص المنفذة في أستراليا لعام 2015م، وتتويج فريق سواعد ببطولة المملكة لرياضة السباحة لذوي الاحتياجات الخاصة 1437 ه. وأوضح أن الجمعية صرفت أكثر من مائتي كرسي متحرك لذوي الإعاقة الحركية بقيمة إجمالية قدرها مليونا ريال سعودي، ومنحت خمسين كرسياً كهربائياً لذوي الإعاقات الشديدة بقيمة إجمالية بلغت تسعمائة ألف ريال سعودي، ووفرت مقراً يجمع ذوي الإعاقات الحركية بالمنطقة الشرقية في لقاء أسبوعي على مدار خمس سنوات ماضية بقيمة إجمالية بلغت مليوناً وثلاثمائة وخمسين ألف ريال سعودي، إلى جانب تغطيتها تكاليف علاج 25 حالة من أطفال ذوي الإعاقة بقيمة إجمالية بلغت أربعمائة وخمسة وعشرين ألف ريال سعودي، وإنشاء مركز صيانة للكرسي المتحرك بمقر الفريق وتقديم هذه الخدمة مجاناً لذوي الإعاقة الحركية بقيمة تجاوزت مائة وأربعة وستين ألفاً وثلاثمائة ريال سعودي. وأشار آل عبيد، إلى نجاح الجمعية بتوظيف 820 معاقاً ومعاقة، وتدريب وتأهيل أكثر من 224 شخصاً منهم، وكان آخرها تخريج أول دفعة على مستوى المملكة العربية السعودية بمشروع توطين الاتصالات وخدمة العملاء بالتعاون مع مكتب التعليم المهني التقني، كما تعمل الجمعية على إنشاء مركز متخصص للعلاج الطبيعي للأشخاص ذوي الإعاقة. وفي ختام اللقاء دشّن أمير الشرقية موقع الجمعية على الشبكة العنكبوتية، بعده كرّم الداعمين وشركاء الجمعية من الجهات الحكومية والخاصة. حضر المجلس صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن جلوي المشرف العام على التطوير الإداري والتقنية بالإمارة، والشيخ عبدالرحمن الرقيب رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة، ومدير جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل الدكتور عبدالله الربيش، ومدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد السلطان والمشايخ ووكيل الإمارة الدكتور خالد البتال وأعيان المنطقة ورجال الأعمال وعدد من المواطنين.