في عالم التفحيط أو ما يسمى «الهجولة» لا يستطيع المفحّط اقتحام الشوارع مهددا بسيارته حياة الناس ومرهباً السائقين دون فريق متكامل تتراوح مهامهم بين التوجيه والإخراج والتعزيز، والمعزّز قد يكون أكثر من شاب، منهم من يقود سيارته خلف المفحط، ومنهم من يركب خلفه، ومنهم المقرّب من المفحط، يركب بجانبه، ويرفع له صوت الأغاني الراقصة، ويصفّق لكل تلويحة بالسيارة يمينا ويسارا، ويغدق على المفحّط من الألقاب وعبارات الإعجاب، حتى يسكر من وهم البطولة والعبقرية التي يعيشها فيزداد رعونة وتهورا إلى أن يفقد السيطرة على المقود فيرتطم بعمود، ويودّع الدنيا وجمهور المراهقين الذين عادوا إلى بيوتهم كما لو عادوا من مباراة وكأن شيئا لم يكن. وتُمارس مهنة المعزّز حتى خارج نطاق التفحيط لكن بأشكال ومسميات مختلفة، فالمحرّض و«المطبّل» – على سبيل المثال – يشابهان المعزز في المهام وإن اختلفت الدوافع والنتائج، المحرّض يتلاعب بمشاعر الإرهابي، ويستغل طاقته – التي لم تجد من يحتويها – فيحوّلها إلى أداة إجرامية وإرهابية، ومثل المعزّز؛ ينفخ المحرض في قدرات الإرهابي، ويوهمه أن بإمكانه تغيير العالم وإنقاذ الأمة، بأي عمل حتى لو كان قتل أمه. والمطبل يلعب نفس الدور حين ينفخ في عبقرية من يطبّل له، ويكيل الثناء لكل قراراته، حتى يكاد ينزّهه عن كل خطأ، فما تلبث أن تتوالى أخطاء المطبّل بعدما حُجب عنه النقد البناء، حتى تخرب «مالطة».