أحياناً تشعر أن شبابنا لديه من المواهب والهوايات ما لو وزع على شباب العالم لكفاهم، وأحياناً يصيبك الإحباط من ميل شبابنا للكسل و”التبطح” في الاستراحات كضحايا جاهزة وسهلة لأنياب الضغط والسكر، وبعيداً عن النصح والإرشاد، الذي أصبح موضة هذه الأيام، لابد من مراجعة وإحصاء مشكلات شبابنا، والإسراع في حلها، قبل أن نجدهم وقد أصبحوا جميعهم جمهوراً “للتفحيط”، هذه الهواية التي مازلت أجهل سبب هوس الكثير من شبابنا بها، فالذي لا تساعده الظروف ويكون مفحطاً مشهوراً يستخدم واسطته ومعارفه لدى المفحط ليعمل معه “معززاً”، وهو الشخص الذي يركب بجانب المفحط، وحسب ما فهمته بأنه عادة ما يكون شاباً صغير السن، حيث يجد المتعة ذاتها التي تغنيه عن ركوب “الصحن الدوار”، الشيء المذهل الذي صادفته عند بحثي حول هذه الهواية أن الكثير من عناوين مشاهد التفحيط على “اليوتيوب” تحتوي على عبارة “الطارة (فلان) رحمه الله”! و”الطارة” لقب يمنح للمفحط يعبر عن مهارته في التحكم بمقود السيارة يمنة ويسرة لتفادي الموت “أمحق من مهارة”، والغريب أن هؤلاء “الطارات” دائماً ما تلازمهم عبارة “رحمه الله” -اللهم لا شماتة- حيث إنهم في مواجهة دائمة مع الموت، وإن كان لي معزة عندكم حضرات الشباب أن تأخذوا جولة عبر “اليوتيوب” لتحسبوا كم “طارة” طارت حياته هدراً دون سبب غير التهور، وكم من “طارة” طير مجموعة من المتجمهرين حوله، الأدهى والأمرّ أن هذه الهواية المحرمة لها مواقع على الإنترنت تبث مقاطع “الطارات” وتنفخ فيهم كالبالونات حتى تنفجر، أيها الإخوة “الطارات” نناديكم باسم الوطن وأمهاتكم المكلومات أن ترحمونا من هوايتكم!