رهان أوباما على إيران، واحتضانها، وتسهيل اتفاق نووي مفتوح معها، أزعج دول الخليج التي تعرف أن جمهورية الملالي، هي جمهورية الشر، وبتصريحات مسؤوليها وتهديدهم للمنطقة، ثم إعطاء أوباما تسهيلات تشجيعية لإيران لدخول دول عربية. هذا كله سُجِّل في صفحة أوباما السوداء، التي ستطوى قريباً غير مأسوف عليها، ولم يكن ضرره على الخليج بل كان ضرره على أمريكا التي تمثلت ردة فعلها بانتخاب الرئيس ترمب، الذي أعلن العنصرية، وأعلن كثيراً من المواقف المتطرفة، وهي تصريحات أقلقت العالم، وجعلت حلف الأطلسي يعقد اجتماعات لتنسيق الجهود لحكم رئيس لا يمكن التنبؤ بما سيفعل. ما قلته سابق هو الصورة العامة للرأي الدولي بعد انتخاب ترمب، والخوف من أن يجر العالم لمزيد من الصدامات، فهو رجل براجماتي، يعرف المال ولا يعرف أخلاق السياسة، وجاء به الانكسار الذي عانت منه الولاياتالمتحدة في عهد أفشل رئيس مر بها في سياساته الخارجية. بأي حال لست أنا مع هذا الخوف المفرط من الرئيس المنتخب ترمب، فالولاياتالمتحدة دولة مؤسسات، ولها استراتيجيات عامة، ولكن الرئيس ترمب فد يلغي الاتفاق النووي مع إيران، لأنه اتفاق مجحف، وليست له ديمومة، وإيران تتفلت منه بتطوير صواريخ بالستية خطيرة، وإيران أبدت الغضب في حال انسحبت الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي، وقالت إنها ستعيد تشغيل مفاعلاتها. إيران اعتبرت الاتفاق النووي نصراً لها، يحقق وهماً عجيباً في عقول الملالي، وهو التطاول مع دول عظمى يجعل إيران دولة عظمى. إيران ستفقد عهد أوباما فماذا في المستقبل؟ لا أحد يتنبأ حتى يترجل أوباما بعد شهر يناير، ونسمع التغيير الذي قد يأتي به ترمب.