لا تجعلوا من الحمقى مشاهير، هذه الجملة كانت ضمن الجمل الأكثر تداولاً بين الناس، سواء كان ذلك في المناقشات والحوارات الكلامية أو الكتابية من ناحية وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، ولايخفى أيضاً مدى سرعة الوصول إلى الناس عبر تلك الشبكات في الدقائق القليلة التي توصلك لآلاف الناس، بعكس زمن الصحيفة الورقية والقناة السعودية الأولى في الساعة الثامنة مساءً. حمقى وتافهون ارتقوا إلى فئة التهريج فأصبحوا مهرجين من فئة المحترفين الذين لايبالون أن تهان كرامتهم وتذهب رجولتهم في بعض الأحيان ليجمع المتابعون من هنا وهناك لقصد الأرقام والشهرة والحقيقة في ذلك أنهم يجمعون الضاحكين عليهم والمستهزئين بهم، فهنا بالذات تتبين لك العقول ومقياس صحتها أحيانا وهل هناك أناس في مثل تلك العقلية موجودون بيننا!؟ هذه الفئة بالطبع هي من بعض الناس لكن مع الأسف أصبحوا في أوقات كثيرة يسيطرون على المشهد العام ويصل صوتهم إلى البعيد قبل القريب. وأحياناً لربما سمحنا لهم في أن يصلوا بعيداً عبر نشر مقاطعهم والتفاعل مع منشوراتهم، وأرى ذلك في بداية ظهور مواقع التواصل وحينئذ لم يرتفع الوعي في شبكات التواصل إلى الحد الذي يجعلك توقف مايصل لك وماتنشره. الآن لايمكن لأي شخص يريد أن يشتهر بشتى الطرق أن يصل إلى الناس دون أن يفعل شيئاً غريباً لايألفه الناس وأحيانا لايرغبون في مشاهدته مع الأسف فإلى أي مدى أصبحوا يتهافتون على الشهرة لأنها مطلب لهم وهي بالأساس عند العقلاء إضافة وليست هدفا ولم تأت لهم لأنهم يريدونها بل لأنها تريدهم ويستحقونها، وعندما تأتي وتبحث عن الفئة التي تتابع مثل هؤلاء تجدهم في فئة عمرية من الصغار الذين لايلامون أن ينجذبوا إلى أي مقطع أو منشور يضحكهم فلا عجب في ذلك، لابد أن يزداد الوعي وتهتم أطراف المجتمع عما يحصل في مواقع التواصل لأن ذلك ليس محتوانا المجتمعي الحضاري الراقي لكي يغيروه لنصبح بوابة لمثل هذه الفئات من كافة المجتمعات الأخرى للدخول في دوامة الحمقى من المشاهير. هناك من الذين يستحقون مكاناً لهم في جهازك لأنهم يقدمون رسالة ونصحا وفوائد تزيدك من الأدب والعلم في نفسك فهلم لتستعمل التقنية على أكمل وجه، وزارة الداخلية تُشكر جزيل الشكر لمواصلتها في الحد من هذه الفئة وأصبح الدور متبادلا بيد المجتمع والوزارة لرفع الوعي عند الناس والتخلص من هذه المشكلة.