شاهدنا مؤخراً إعلان الأجهزة الأمنية القبض على عدد من مستخدمي برنامجي"اليوناو وسناب شات" نتيجة لبعض التجاوزات التي حدثت منهم والتي تهدد أمن وسلامة المجتمع. وهنا لن نطالب بعدم استخدام التقنية الحديثة أو حجبها، ولكن يجب أن يتم توظيفها بالشكل الصحيح، وبما يتفق مع أخلاقنا وقيمنا، فمن لديه مواضيع بناءة تستحق الطرح، ورسالة واضحة تعود بالنفع على المجتمع، فمن حقه علينا أن نقدم له الدعم والتشجيع، حتى يصل إلى مرحلة متقدمة من الإبداع والتألق والتميز. ومثل هذا النموذج لن يكون عليه خلاف من قبل غالبية أفراد المجتمع، وأقول الغالبية، لأن هناك من يرفض مثل هذه التقنية جملةً وتفصيلاً. ولكن تكمن المشكلة فيما يحدث الآن، هناك البعض من مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي، وتحديداً "السناب شات واليوناو" ممن دأبوا بشكل مستمر في الظهور في تلك البرامج، كانت جميع مشاركاتهم خالية من المضمون الهادف مفتقدة للفكر والفكرة، يتخللها نقاشات أقل مايقال عنها عقيمة لم ولن تضيف للمتلقي أي فائدة تذكر، تهريج إلى حد الاسفاف والابتذال، وألفاظ سوقية لا تمت لأخلاق مجتمعنا بصلة. ومما يزيد في عمق المشكلة هو بعض المتلقين "السذج" عندما يظهرون الثناء والإعجاب لمثل هؤلاء "الحمقى" بل قد يصل الأمر إلى الاقتداء بهم مما جعل لهم بضاعة رائجة بالمجتمع. ومما يزيد الألم أيضاً ! هو بعض مراسلي الصحف ومذيعي القنوات من أصحاب البضائع الكاسدة والمفلسين فكرياً حيث لم يعد لديهم مايقدمونه للمجتمع، سوى هولاء "الحمقى"، دون أن يكون هناك تمييز ما بين الغث والسمين، متجاهلين الأمانة والمسؤولية المهنية، والدور الكبير الذي يقع على عاتقهم في توعية وتثقيف أفراد المجتمع للمحافظة على قيمه وأخلاقه. ولاننسى بعض الشركات، حيث لم تكن بعيدة عن تلك المهازل، ولم تفوت الفرصة، بل سعت و لاتزال تسعى إلى احتضان البعض من "مشاهير الغفلة" ممن حقق رقماً لا بأس به من المتابعين والمعجبين للاستفادة منهم في الإعلان والتسويق لمنتجاتها، دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى. نحن بحاجة إلى رفع مستوى الوعي الفكري والمسؤولية الأخلاقية لدى أبنائنا، لكي لا يتأثروا ببعض الأطروحات، التي تؤدي إلى انحرافهم فكرياً أو عقائدياً، وبالتالي يحدث الانحلال الأخلاقي والسلوكي لديهم. لذا لابد من وقفة صادقة من جميع شرائح المجتمع ووسائل الإعلام، لوقف تلك المهازل وعدم إعطاء مثل هؤلاء المفلسين فكرياً وخلقياً، حيزاً ولو بسيطا من الاهتمام، بل تجاهلهم أصبح ضرورة ،حتى لا يكون الأمر ديدناً لكل من يريد الشهرة، على حساب الثوابت الدينية، والقيم الأخلاقية والثقافية للمجتمع. وقد رأينا تحركاً من قبل الأجهزة الأمنية لوقف تلك التجاوزات، إيماناً منها بدورها في التصدي إلى كل ما يؤثر سلباً على نسيجنا الاجتماعي، ويهدد أخلاقنا ويحطم قّيمنا، فلنكن معهم يداً واحدة داعمين لهم مُعززين لدورهم.