ويبقى الكتابُ صديق القارئ وإنْ اتخذت مصادر المعرفة سُبلاً حديثة لها عشاقها ومرتادوها. صدر عن دار الأمة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، كتابٌ للمؤلف أحمد بن حسين دمّاس مذكور، بعنوان «تأمّلْ»، يتحدث فيه عن الفلسفة في العلاقات البشرية والعقائدية وأنظمتها الطبيعية والكونية، بحثاً عن المعرفة المثالية، وتطبيقاتها الفاضلة، وسلوكياتها النبيلة، ودورها في تطور الإنسان وعمارة المكان. يقول المؤلف: في زمن ديموقريطس وسقراط، سافر البصر إلى السماء، وفي مستقبل الزمن سيحتل الإنسان الفضاء.. ونحن لا نعلم الغيب، ولكننا نستطيع معرفة الطقس غداً.. والرقم: مالا نهاية، له بداية.. ويضيف: خلق الله الكون والبشر لهدفين: العبادة، والعمارة، وكل ما يؤدي إلى عمارة الأرض؛ هو عبادة. ويَذكُرُ: منذ أن بدأ الباحثون عن المعارف إلى يومنا هذا، وهم يتأملون في الأديان والعلوم والسياسات، بينما لعبت الكتب السماوية والرسالات دورها الأجَلّ، فلم تخرج عن نطاق العقل والفكر والمنطق كصفة مشتركة للمعرفة، وتقويمها وتنقيحها من تلك التي سيَّرَت السلوك نحو انفعالات (حركية) ممقوتة، دون تأمل أو وعي، خارجة عن الأهداف الدينية النبيلة؛ فأوجدت العنصرية والتبعية والأحقاد الإنسانية التي دمرت الإنسان والمكان، خاصة عند العرب والمسلمين فيما بينهم؛ بسبب تلك المعارف اللامثالية، وما نتج عنها من سلوك أزهق الأرواح وهدم البناء وأفسد العبادة؛ تحديداً في زمني هذا الذي ظهرت فيه طوائف وجماعات مختلفة لشعوب دول الشريط العربي فيما بينهم من جهة، ومع العالم الآخر من جهة أخرى.. ولأجل ذلك يقول المؤلف: «أعطني معارف فاضلة؛ أعطك سلوكاً نبيلاً». وأخيراً، أترككم أعزائي القراء الكرام، مع صاحب الكتاب الأستاذ أحمد دمّاس مذكور؛ ليرد على مداخلاتكم في موقع صحيفتكم «الشرق». قلت: الفلسفةُ حالةٌ من العشقِ بين العقلِ والقلم.