احتفت سفارات المملكة، يومي أمس وأمس الأول، بالذكرى ال 86 لليوم الوطني، وفتحت أبوابها لاستقبال المهنئين من المواطنين المقيمين في الخارج ووزراء وساسة ومثقفي دولٍ عدَّة. ورفع سفراء خادم الحرمين الشريفين التهنئة، بهذه المناسبة، إلى القيادة والأسرة المالكة والشعب السعودي. ونوَّه سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر، أحمد قطان، خلال حفل استقبال أقامه في القاهرة؛ بمسيرة توحيد شبه الجزيرة العربية وإعلان تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحِمَه الله. وأبرزَ السفيرُ الإنجازات الحضارية والتنموية التي بدأت منذ عهد الملك المؤسس واستمرت من بعده في عهد أبنائه الملوك وصولاً إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز. واستعرضت الكلمة ما تشهده المملكة من تنمية وتطوير وتحديث أنظمة في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، حتى باتت في مصاف الدول المتقدمة في العالم، وبات المواطن السعودي والمقيم الزائر ينعم بالازدهار والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية. وعدَّ قطان خدمة الحرمين الشريفين شرفاً لا يضاهيه شرف. وأشار إلى بذل القيادات الرشيدة، منذ عهد الملك المؤسس إلى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، الغالي والنفيس لتوسعة الحرمين الشريفين وتذليل الصعوبات كافة التي تواجه الحجاج والمعتمرين لكي يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة، ملاحظاً أن مناسبة اليوم الوطني تأتي بعد نجاح باهر لموسم حج هذا العام بشهادة القاصي والداني. وتحدث قطان عن دعم المملكة لقضايا الأمتين العربية والإسلامية. وأكد «لم تدخر جهداً لنصرة القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي لها الأولوية الأولى إلى أن يستعيد الشعب الفلسطيني أرضه المسلوبة ويقيم دولته وعاصمتها القدس الشريف». اقتصادياً؛ لفت السفير إلى الدور المهم للمملكة في الاستقرار الاقتصادي والمالي الدوليين. واستدلَّ بتقديمها مساعدات اقتصادية ومالية كبيرة للدول النامية والأقل نمواً، مبيِّناً أن سياستها الاقتصادية والمالية جعلتها ذات مركز اقتصادي عالٍ مرموق وعضواً في مجموعة ال 20 التي تضم أكبر اقتصادات العالم. إلى ذلك؛ لاحظ قطان المستوى المتميز للعلاقات بين المملكة ومصر في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس عبد الفتاح السيسي. وتحدث عما تشهده هذه العلاقات في الوقت الراهن من تطور وتعاون ملحوظ في كافة المجالات السياسية والاقتصادية، واصفاً البلدين بجناحي الأمة العربية اللذين يقع عليهما العبء الأكبر في المحافظة على أمن واستقرار الشرق الأوسط. وحضرَ الحفل، التي تخلَّله عرضٌ لصور عن تاريخ المملكة ومسيرة تطورها، وزراء ومسؤولون مصريون، وعددٌ من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين لدى القاهرة، وأعضاء سفارة المملكة ومديرو ومنسوبو المكاتب السعودية في القاهرة، وسعوديون موجودون في مصر، ومجموعة من رجال السياسة والمثقفين والإعلاميين. وتحت شعار «رؤية وطن»؛ أقامت سفارة المملكة في بيروت حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطني. ولاحظ القائم بالأعمال بالنيابة في السفارة، المستشار وليد بخاري، ما تتمتع به المملكة من تاريخ مشرق ويشهد به حاضرها من مكانة عززتها سياستها الخارجية. وأبان أن الدبلوماسية السعودية أضحت اليوم رسالة وطنية ومسؤولية دولية ترتكز على قيم إنسانية مشتركة من أجل السلم والأمن الدوليين. ولفت القائم بالأعمال إلى حرص قيادة المملكة على لبنان وشعبه بكل طوائفه وفئاته ومناطقه. وأشار إلى مواقف سعودية عديدة عبَّرت عن مسؤولية خاصة تجاه لبنان مثل اتفاق الطائف والمساعدات الاقتصادية المختلفة، مؤمِّلاً استعادة لبنان تألقه ودوره الفاعل بين دول المنطقة. وتحدث بخاري عن الإنسان اللبناني قائلاً: «يتميز بثقافته وقدرته على تجاوز المحن والصعاب»، متابعاً: «وأشقاؤكم العرب وفي مقدمتهم أبناء المملكة يؤازرونكم بالدعاء الصادق لتتمكنوا من الانتقال بلبنان إلى برِّ الأمان والازدهار ولتحققوا ما تصبون إليه من أهدافٍ وتطلعات». وحضر حفل الاستقلال عددٌ من كبار المسؤولين في الحكومة اللبنانية، وسفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى بيروت، ومشايخ وعلماء ورجال دين من مختلف الطوائف. في سياق متصل؛ أقام بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى تونس، المستشار عصام الجطيلي، حفل استقبالٍ حضره عددٌ من كبار المسؤولين والبرلمانيين التونسيين، وسفراء، وجمعٌ من الشخصيات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية. وتضمَّن الحفل عرض فيلمٍ وثائقي يحكي تاريخ المملكة والنهضة التنموية التي تعيشها في مختلف المجالات، إلى جانب فقرات أخرى منوعة شملت أناشيد وطنية، فيما تم تقديم عديدٍ من الهدايا التذكارية للضيوف. وفي مقر السفارة السعودية في الرباط؛ أقام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المغرب، الدكتور عبد العزيز خوجة، حفل استقبال. وحضر الحفلَ عددٌ كبيرٌ من المدعوين يتقدمهم رئيس مجلس الوزراء المغربي، عبد الإله بنكيران، وعدد من وزراء حكومته، فضلاً عن كبار الشخصيات المدنية والعسكرية المغربية، وسفراء، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية في المغرب. وأعرب الحاضرون عن تهانيهم للمملكة، حكومةً وشعباً، بمناسبة اليوم الوطني، مقدِّرين الأدوار السعودية الرائدة على كافة الأصعدة والمستويات الإقليمية والدولية. وعُرِضَ خلال الحفل فيديو يُبرِز مظاهر النهضة التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات. وأقام السفير عبدالله الزهراني حفل استقبالٍ مماثلٍ في إسلام آباد حضره ممثل الحكومة الباكستانية وزير الدفاع، خواجة محمد آصف، وأعضاء مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية الباكستانيَّين، وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، وزعماء الأحزاب السياسية والجمعيات الإسلامية، فضلاً عن أبناء الجالية العربية. وهنَّأ الوزير آصف قيادة وشعب المملكة بذكرى اليوم الوطني، منوِّهاً بعمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين. وأوضح أن شعبه ينظر إلى قيادة المملكة بتقدير واحترام ويكن كل الحب إلى الشعب السعودي، معتبراً أنه لا يمكن مقارنة هذه العلاقة المتميزة التي تحمل أبعاداً استراتيجية بالعلاقة بين بلاده وأي دولة أخرى. وفي واشنطن؛ أقام السفير الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي حفل استقبالٍ بالمناسبة نفسها. وشهد الحفل حضوراً كبيراً من جانب عددٍ من المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ومسؤولين من الإدارات الأمريكية السابقة، وكبار أعضاء الكونجرس، ومسؤولين في الوزارات الأمريكية، إلى جانب السفراء السابقين لواشنطن لدى المملكة. كذلك؛ حضر سفراء الدول العربية والإسلامية والصديقة المعتمدون لدى الولاياتالمتحدة، وعدد كبير من المواطنين والمبتعثين وأعضاء الجالية العربية والإسلامية في واشنطن. وفي العاصمة الأسترالية كانبيرا؛ عدَّد السفير، نبيل آل صالح، خلال حفل استقبالٍ أقامته السفارة لدى أستراليا ونيوزلندا، المزايا والفرص التي توفرها «رؤية المملكة 2030». واعتبر السفير أن الرؤية، بأقسامها الثلاثة (اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي، وطن طموح)، تشكِّل خارطة طريق لأهداف المملكة في التنمية والاقتصاد. ولاحظ ما تتضمنه هذه الخارطة من خطط واسعة وبرامج اقتصادية واجتماعية وتنموية طموحة تستهدف تجهيز المملكة لمرحلة ما بعد النفط. وأوضح آل صالح أن أحد أهداف الرؤية رفع حجم الاقتصاد السعودي وانتقاله من المرتبة ال 19 إلى ال 15 عالمياً. وأكد أن المملكة ستبقى وجهة استثمار جذابة للمستثمرين الأستراليين والأجانب بصفة عامة، منوهاً بدور القطاع الخاص التكاملي في تحقيق «رؤية 2030»؛ والفرص التي تقدمها الرؤية خصوصاً في مجالات الصناعات الدفاعية والصحة والتعليم والتعدين والبنية التحتية والخدمات والمعلوماتية التقنية والأمن الغذائي وغيرها. ودعا آل صالح الشركات ورجال الأعمال في كلٍ من أستراليا ونيوزيلندا إلى تأسيس شراكات تجارية واقتصادية بنَّاءة مع المملكة، بما يساهم في رفع حجم الاستثمارات والتبادلات التجارية. بدوره؛ أشاد رئيس مجلس الأعمال السعودي الأسترالي، توم هارلي، ب «رؤية 2030». ولفت، خلال حفل الاستقبال، إلى ما تمنحه الرؤية من فرص اقتصادية وتجارية واعدة للمستثمرين الأستراليين. حضر الحفلَ رئيسة البروتوكول في الدولة الأسترالية، ليندل ساكس، وعدد من كبار الشخصيات السياسية والبرلمانية في أستراليا، إلى جانب السفراء المعتمدين، ورؤساء وممثلي الجمعيات والمراكز الإسلامية والعربية والطلاب المبتعثين. وتجوَّل السفير آل صالح والسفيرة ساكس على المعارض المصاحبة، ومن بينها معرض الملحقية العسكرية الذي يرصد جهود المملكة في مكافحة الإرهاب والإغاثة الإنسانية، ومعرض التعريف ب «رؤية السعودية 2030»، والخيمة التراثية السعودية حيث قام أعضاء السفارة وعدد من الطلاب السعوديين بتقديم القهوة والتمور. ثم شاهد الحضور عروضاً وثائقية وتعريفية عن الرؤية، فيما وُزِّعَت مطبوعات عن تراث المملكة وحضارتها من إعداد الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. كذلك؛ أقام القائم بالأعمال في سفارة المملكة لدى الأرجنتين، سليمان بن علي البدير، حفل استقبالٍ في بيونس آيرس، بحضور ممثلين عن الحكومة الأرجنتينية وحكومات المقاطعات وسفراء، فضلاً عن برلمانيين وممثلي أحزاب وإعلاميين أرجنتينيين. ونوَّه القائم بالأعمال، سليمان البدير، بما وصلت المملكة إليه من مكانة مرموقة بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة. وأكد أن بلادنا أصبحت عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي تشاركه همومه وتسهم بوضوح في معالجة قضاياه ومواجهة التحديات التي تواجه العالم.