أعلن جيش الفتح عن بدء معركة السيطرة على حلب بشكل كامل، وقال الجيش في بيان له صدر ليل الأحد إن مرحلة جديدة من ملحمة حلب الكبرى قد بدأت، بعد تمكن مقاتليه من فك الحصار عن الأحياء الشرقية لمدينة حلب وتحرير حي الراموسة وكلية المدفعية. وتوعَّد جيش الفتح في بيانه بتحرير كامل حلب مبشراً بمضاعفة أعداد المقاتلين، لاستيعاب المعركة المقبلة، كما وجَّه جيش الفتح رسالة إلى سكان مدينة حلب القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، وطمأنهم بأن هدفه هو إزاحة نظام الأسد من مناطقهم، وطمأن أيضاً كل من لم تتلطخ أيديه بالدماء. أما بالنسبة لعناصر النظام فأشار جيش الفتح إلى أن باب التوبة والانشقاق لا يزال مفتوحاً أمامهم قبل فوات الأوان، وقال إنه أوصى مقاتليه بأهالي مدينة حلب خيراً. وتواصلت المعارك العنيفة في مدينة حلب عقب الإعلان عن مرحلة تحرير المدينة بالكامل، وتمكن الثوار من تفجير نفق أرضي مجهز بشكل مسبق تحت عدة أبنية لقوات الأسد في حي الإذاعة خلفت العشرات من القتلى والجرحى بينهم عناصر من ميليشيات إيرانية وحزب الله، كما تصدى الثوار لمحاولة قوات الأسد التقدم باتجاه منطقة الدباغات في حي الراموسة المحرر. وفي الريف الشمالي شنَّ الطيران غارات جوية استهدفت مدينة عندان وبلدة كفرحمرة، وعلى صعيد آخر استهدف تنظيم داعش منازل المدنيين في مدينة مارع بقذائف الهاون اقتصرت على الأضرار المادية، وإلى الغرب شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مدينة دارة عزة أعقبه قصف بصاروخ بالستي أدى لسقوط شهداء وجرحى بين المدنيين، وفي الريف الجنوبي وردت أنباء أن الثوار تمكنوا من إسقاط طائرة مروحية في أجواء منطقة خناصر، في حين شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت بلدة خان طومان وأيضاً قرى المداين والحاجب وجب الخفي في جبل الحص أوقعت إصابات بين المدنيين. سياسياً أوضح رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة أن الثوار انتقلوا من حالة الحصار إلى فك الحصار والآن يخوضون معارك حقيقية لتحرير الأرض والإنسان في كامل مدينة حلب. وأكد العبدة في مؤتمر صحفي مع رئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب ورئيس مجلس محافظة إدلب غسان حمو أمس، أن الثوار أطلقوا رسائل عديدة لضمان حماية المدنيين في حلب، لافتاً إلى أنه مازال هناك فرصة للضباط والجنود الذين يقاتلون مع النظام للانشقاق والانضمام لثورة الشعب السوري. وقال: إن «هناك عملاً كبيراً أمام الأممالمتحدة واستحقاقاً كبيراً أمام المجموعة الدولية لدعم سورية إن كان لديها الجدية في تحقيق الانتقال السياسي»، مضيفاً أن المعارضة السورية لديها الجدية 10 أضعاف مما لدى المجتمع الدولي، لافتاً إلى أن ذلك لن يكون بالقول وإنما بالفعل على الأرض. وأكد أن ذلك يجب أن يكون واضحاً في ردع استهداف المستشفيات واستخدام السلاح المحرم مثل ما حصل في إدلب واستخدام النابالم كما حصل في داريا، كما أنه يجب أن ينعكس ذلك في سجن السويداء المركزي، إضافة إلى التحرك تجاه المناطق التي تتعرض للحصار المطبق منذ عدة أشهر. من جهة أخرى قالت مصادر إخبارية عدة إن رأس نظام الأسد أعفى رئيس اللجنة الأمنية في محافظة حلب من منصبه، وعين مكانه نائب قائد الحرس الجمهوري لنظام الأسد، على خلفية الهزيمة التي أمنيت بها قواته مؤخراً أمام الثوار في معركة حلب الكبرى. وبحسب المصادر فإن رأس النظام أعفى اللواء أديب محمد من جميع المهام الموكلة إليه في محافظة حلب، وعين مكانه زيد صالح نائب قائد الحرس الجمهوري ليكون رئيساً للجنة الأمنية والعسكرية في مدينة حلب. وشهدت قوات الأسد حالة من التخبط بعد تقدم الثوار في معركة حلب الكبرى، حيث بدأت الاتهامات تطول قيادات كبار في نظام الأسد بالتواطئي وعدم القدرة على التصدي للثوار بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها جيش الفتح.