أدخل مقاتلون سوريون معارضون مواد غذائية إلى الأحياء الشرقية في حلب لأول مرة، في إشارة رمزية إلى كسر الحصار الذي فرضته القوات النظامية والميلشيات الموالية عليها قبل حوالى شهر بالتزامن مع استمرار المعارك في الريف الجنوبي والجنوبي الغربي للمدينة وسط تكثيف غارات الطيران السوري على مناطق سيطرت عليها فصائل معارضة وإسلامية لاستيعاب صدمة الخسارة التي لحقت به بعد هزيمة قواته في أحيائها الشرقية، في وقت شن تنظيم «داعش» هجوماً على «جيش سورية الجديد» الذي دربته أميركا لقتال التنظيم شرق سورية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن «سيارات عسكرية تابعة للمعارضة أدخلت ثلاث سيارات تضم بعض الخضار إلى أحياء حلب الشرقية، في خطوة رمزية عن كسر الحصار» الذي فرضته القوات النظامية والميلشيات على ربع مليون شخص لدى سيطرتها على طريق الكاستيلو في 17 الشهر الماضي. وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية، وأهمها مدرسة المدفعية، التقى مقاتلو الفصائل القادمون من داخل مدينة حلب بآخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي، والذي تمر منه طريق الإمداد الوحيدة إلى الأحياء الغربية. وأفاد مراسل لوكالة «فرانس برس» في الأحياء الشرقية، بأن أول شاحنة خضار دخلت السبت للمرة الأولى منذ شهر إلى الأحياء الشرقية مروراً بحي الراموسة، لتباع البندورة والبطاطا في أسواق هذه المنطقة المحرومة من الكثير من المواد الغذائية. وأعلن رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أنس العبدة وجود مفاجآت وصفها ب «الكبرى» في انتظار النظام السوري، بالتزامن مع معركة حلب، مشيراً إلى أهمية دور أصدقاء سورية في دعم الفصائل المقاتلة، وقال ل «الحياة»: «هناك تقدم ميداني مهم بالنسبة إلى الثوار في حلب وبقية المناطق». وأضاف أن: «النظام يواجه حالياً معضلة كبرى مع الميليشيات الطائفية وحزب الله التي زجها في جبهات القتال ولم تستطع الصمود، إذ أصبح هناك عدد كبير من القتلى في صفوفها». إلى ذلك، قال رئيس المجلس العسكري في إدلب العقيد الركن عفيف سليمان ل «الحياة»، إن «معنويات الثوار والفصائل عالية جداً وهم يسعون لاستكمال بناء الخطوط الدفاعية لإيصال الإمدادات إلى داخل حلب». وقال «المرصد» إن «طائرات حربية شنت غارات على مناطق في كليتي التسليح والمدفعية اللتين سيطرت عليهما المعارضة وحي السكري في مدينة حلب بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية في أطراف حلب الجنوبية والجنوبية الغربية لمدينة حلب»، في حين أشار نشطاء معارضون إلى أن المعارضة سيطرت فجر أمس على المدرسة الفنية الجوية آخر المعاقل العسكرية للقوات النظامية في هذه المنطقة بعد الكلية الفنية و «مدرسة المدفعية». ونفى الإعلام الرسمي السوري بدوره فك الفصائل المقاتلة الحصار المفروض على الأحياء الشرقية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، أن «هذه المجموعات الإرهابية لم تتمكن من كسر الطوق المفروض على الإرهابيين في الأحياء الشرقية من مدينة حلب»، في حين أكد «المرصد» أن «قوات النظام السوري والمسلحين الموالين تعرضوا لخسارة مهمة جداً» ما أحدث صدمة في أوساط الموالين، مشيراً إلى أنه «على رغم أكثر من 600 غارة جوية روسية خلال أسبوع من المعارك، لم تتمكن قوات النظام من الثبات في مواقعها». في ريف إدلب المجاور، قال «المرصد» أمس إنه «ارتفع إلى نحو 14 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي، ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص بجراح، بينما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة كفرنبل وقرية كفرعميم شرق مدينة سراقب بريف إدلب». ونقلت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة عن «مركز الدفاع المدني في مدينة سراقب»، قوله إن «المدينة باتت منكوبة في شكل كامل جراء الغارات الجوية الروسية التي تستهدف أحياءها» بعد أسبوع على إسقاط مروحية روسية. الى ذلك، قالت مصادر من المعارضة والمتشددين إن مهاجمين انتحاريين من تنظيم «داعش» هاجموا الأحد قاعدة عسكرية لمقاتلين مدعومين من الولاياتالمتحدة قرب الحدود السورية- العراقية. وأوضحت المصادر أن الهجوم الذي وقع قرب الفجر على القاعدة العسكرية المحصنة قرب معبر التنف الحدودي مع العراق استخدمت فيه سيارة ملغومة واحدة على الأقل صدمت بوابة القاعدة التي أقامها «جيش سورية الجديد» الذي دربته وزارة الدفاع الأميركية.