منذ اليوم الأول لعرض المسلسل الرمضاني «سيلفي» انتفض تويتر على عقبيه ورقص رقصاً بهلوانياً على أطراف أصابعه حيث ردح الرداحون ردحاً عنيفاً بدعوة وخشية من أن هذا المسلسل عار على المسلمين وأنه خطر على الدين والعقيدة والبلاد والعباد والبشر لمجرد أنهم تطرقوا ومسوا مشروع الاستدعاش! فما أن تنتهى حلقة بعد إفطارٍ شهي حتى تتراقص أصابع بعض من ذوي الميول الداعشية بعد «نواة» التمر استعداداً للبدء في كتابة العناوين العريضة للحملة التى سيشنونها في حشد أتباعهم من خلال قروباتهم في الواتساب مع وضع الهاشتاق بدقة وإمعان والاتفاق والتنسيق مع أعضاء القروب بتشغيل حساباتهم المستعارة للشتم والقذع والقذف والتكفير والتشهير والتصفير، فهم هكذا لكل من يخالفهم، يجعلونه كافراً أو نصرانياً أو موالياً للغرب أو حتى مواليا الصهاينة ويحرضون الناس عليه بتشويهه حتى أن وصل الأمر للطعن به وبعائلته. مشروع الاستدعاش فشل فشلاً ذريعا بعدما كشف موقع تويتر كل الخزعبلات والخرافات والمآتم والصوائح والنوائح التي يفعلونها، التي تستهدف وتهدف إلى جر واستقطاب الشباب والمراهقين وذوي التفكير المحدود للدخول إلى مشروع الدعشنة تحت الغطاء العام، الدعوة الدين ونصرة الإسلام والمسلمين ومحاربة الكفار. وإن نظرت إلى تفاصيل الغطاء الخاص لكل منهم لاعلاقة لا للدين ولا للسلام ولا حتى العقيدة، إنما من أجل جني المال والأرباح، فالمشروع الذي يدر عليهم ملايين هو الدعشنة وبدونها يموتون فقرا وجوعا، فعلى كل مغرر به بعد أن يعد ويجهز يفوز مجهزهم بالجزية الثمينة وكل رأس نسبة و«كميشن». ولكن وعي الناس ومحاربة الدولة لهذا الفكر الضال جعلهم في حيرة من أمرهم وضاقوا ذرعاً، بعدما منعت الدولة التبرعات العشوائية والذهاب إلى مناطق الصراع كما يدعون أنه جهاد. ولكن بحكمة وحنكة وإدراك الدولة أجهض مشروعهم الدموي. الغريب في الأمر أنه في غمرة الهجوم على سيلفي لا نراهم يهاجمون تلك الأفلام ومقاطع الحرق والسلخ والذبح والنحر التي تنتجها داعش وهم يتراقصون على أناشيد «صليل الصوارم نشيد الأباة»..