مساء الخير أو صباح الخير.. الآخر.. يرسل لك نكتة.. أنت.. تضحك (بالأحرف)!. فجأة قبل أن تنهي الرد عليه تظهر لك رسالة.. اخترنا اللون الأسود.. ثم يرسل يوتيوب عن أغرب مشهد مضاربة بين الديوك في العالم!. تكتشف بعدها أنك ضعت، فإما أنك غبي ولم تفهم المحادثة، أو أن صاحبك صفك على جنب وانصرف للوَتْسَبَةْ مع غيرك!. الآخر الثالث يخبر القروب أن سيارته صُدِمَتْ اليوم، لكن الحمد لله سليمة.. (ما حولك أحد)!!. أنت.. ترسل له صورة عن خدمة اختراعات واكتشافات على الجوال!.. (لاعلاقة)!. الآخر.. متى موعد المباراة اليوم؟!. الثرثرة بالأصابع أصبحت نمطًا من أنماط التواصل الاجتماعي، ومن أبرز سمات هذا التواصل أن المتحدثين فيه عطلوا جهاز الاستقبال في أدمغتهم، واكتفوا بإطلاق الصلاحية لأناملهم للإرسال والتواصل!. تحولت المحادثات في الواتس أب إلى حالة هستيرية من الاستنزاف والاستهلاك الجائر لأكبر قدر ممكن وغير ممكن من الوقت والمعلومات والوسائط، لا رابط بينها، وخاصةً المحادثات الجماعية -القروبات- وبما أن كل واحد منهم يُغنِّي على وَاتْسَبُّه بما يحلو له من الكلمات المتقاطعة، فما عليك إلا أن تستقبلها وتستعن بالله وتجتهد في فك طلاسمها، ولكن لا تصدمك المفاجأة، فستكتشف أن القروب ما بيجمعش محادثة مفهومة! عندها ردِّد معي مقولة الفنان يونس شلبي رحمه الله: (دا إنجليزي دا يامُرْسِي!؟). [email protected]