رغم هزيمته مؤخراً أمام منافسته الحزبية هيلاري كلينتون؛ يؤكد حلفاء بيرني ساندرز أن حركته باقيةٌ وسيكون لها نفوذٌ في أوساط «الديمقراطيين». ودخل سيناتور فيرمونت سباق الانتخابات التمهيدية مغموراً وبفرص نجاحٍ ضعيفة. لكن أهدافه، المتمثلة في تقييد «وول ستريت» والقضاء على دور المال السياسي وتفاوت الدخل، مكّنته من البقاء طويلاً في السباق. وفي جولةٍ أخيرةٍ الثلاثاء الماضي؛ انتصرت عليه منافسته التي تنتظر مؤتمراً عامّاً للحزب لنيل الترشح «رسميّاً». وأثار ساندرز حماس الناخبين من الشبان والتقدميين، ودفع «الديمقراطيين» إلى اليسار بشدة. كما بدأ أخذ خطواتٍ لتحويل نفوذه السياسي إلى حركةٍ تقدميةٍ راسخة. وفي الأسابيع القليلة الماضية؛ قدَّم الرجل الدعمَ لمرشحين تقدميين للكونجرس والمجالس التشريعية على مستوى الولايات، حاثَّاً أنصاره عى تقديم التبرعات لحملاتهم الانتخابية. كما عيَّن نشطاء بارزين في لجنة صياغة «برنامج القضايا» الذي سيُطرَح في مؤتمر «الديمقراطيين» في يوليو المقبل. وسينادي مندوبوه في المؤتمر بتغييراتٍ في قواعد الانتخابات على مستوى الحزب؛ بما في ذلك السماح للمستقلين بالتصويت في التمهيديات وتقليص نفوذ كبار المندوبين. وتوقع المدير التنفيذي لجماعة «الديمقراطية من أجل أمريكا»، تشارلز تشامبرلين، وقوع تغييرات حقيقية في الحزب فيما بعد بفضل ساندرز «فمستقبل الحزب مع من يؤيدونه». و»الديمقراطية من أجل أمريكا» حركةٌ ليبراليةٌ في فيرمونت ظهرت إبان محاولة هوارد دين الفاشلة الترشح للرئاسة. وخلال الحملة الانتخابية؛ اضطر ساندرز كلينتون إلى التحرك صوب اليسار مراراً في قضايا تتراوح من دعمها زيادة حد الأجور الأدنى إلى معارضتها اتفاق التجارة الآسيوي وخط أنابيب النفط «كيستون». ورأى حلفاء لساندرز أن هذه التحولات من جانب المرشحة المفترضة ستكون مفيدة سواءً في الانتخابات العامة أمام الجمهوري ترامب أو في إطار مساعي الديمقراطيين لاسترداد الأغلبية في مجلس الشيوخ. وكان رجل الأعمال الملياردير، دونالد ترامب، روَّج لبرنامجٍ اقتصادي يقوم على مناهضة التجارة ودعم الوظائف. و»عندما تُروَى حكاية انتخابات 2016؛ سيكون جزءاً كبيراً منها أن ساندرز ساعد الحزب الديمقراطي في رفع صوت القضايا الاقتصادية الشعبوية»، بحسب آدم جرين الذي شارك في تأسيس لجنة حملة التغيير التقدمي. وإذا استعاد الديمقراطيون مجلس الشيوخ في انتخابات نوفمبر؛ سيكون ساندرز مرشحاً لتولي رئاسة لجنة الميزانية أو لجنة الصحة والتعليم والعمل ومعاشات التقاعد، وكلاهما منبران لهما نفوذ كبير سيسهمان في نشر أفكاره. ورجَّح تشامبرلين تشكيل ساندرز قوةً هائلةً في «الشيوخ» مع سيناتورة ماساتشوستس، إليزابيث وارين، التي تتزعم الجناح التقدمي في «الديمقراطي». وقال تشامبرلين «ساندرز سيخوض كل المعارك الملائمة، وفي وجوده مع وارين سنشهد فريقاً في غاية القوة في المجلس». من ناحية أخرى؛ يستهدف استثمار ساندرز في الجيل التالي من الساسة التقدميين إيجاد جيل جديد من الليبراليين يؤيدون برنامجه. وقد بعثَ برسائل بالبريد الإلكتروني إلى قائمة المتبرعين له على المستوى الشعبي حثَّهم فيها على دعم 6 مرشحين متمردين للكونجرس و8 مرشحين لمجالس الولايات يرددون رسالته الاقتصادية. وأدى ذلك إلى سيل من التبرعات، ومن المتوقع أن يتزايد هذا الاتجاه. وطلب ساندرز الثلاثاء الماضي من أنصاره دعم اثنين آخرين من المرشحين لعضوية الكونجرس هما إيريك كينجسون في نيويورك وبول كليمنتس في ميشيجان. وكتب في رسالة بالبريد الإلكتروني «حركتنا قوية للغاية بحيث تتيح لنا تغيير انتخابات الكونجرس بين عشية وضحاها، فلنواصلها». وذكر جاستين بامبرج، العضو في مجلس نواب الولاية في ساوث كارولاينا، أنه حصل على حوالي 70 ألف دولار من خلال التبرعات بسبب ساندرز. وأوضح أنه جمع في حملته الانتخابية السابقة تبرعات قدرها 21 ألف دولار فقط، قائلاً «يؤمنون بالسيناتور ساندرز ويؤمنون بالتالي بالناس الذين يؤيدهم». بدوره؛ قال تيري ألكسندر، المرشح في الولاية نفسها وممثلها حالياً، إنه تلقى أيضاً تبرعات قدرها 70 ألف دولار بعد رسالةٍ من ساندرز، مبيِّناً أن هذه الأموال حررته من القلق ومنحته المزيد من الوقت للتركيز على الالتقاء بالناخبين.