كشف مقربون من السناتور عن ولاية ماساسوسيتش الأميركية إليزابيث وارين انها تدرس فكرة ترشحها نائبة للمرشحة الفائزة بانتخابات الرئاسة التمهيدية للحزب الجمهوري هيلاري كلينتون، لكنها تلمس عقبات بينها التشكيك في أن ترشح امرأتين سيمنح الديموقراطيين فرصة أفضل لهزيمة المرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب، كما انها تخشى ان يكون صوتها كنائبة للرئيس أو كوزيرة أقل تأثيراً مما هو عليه الآن في مجلس الشيوخ في ما يتعلق بقضايا تمثل أولوية بالنسبة إليها، مثل معالجة التفاوت في الدخول. وتحظى وارين (66 سنة) بشعبية في أوساط الديموقراطيين التقدميين، ما يعني انها قد تساعد في تحفيز التقدميين وتكسب أصوات أنصار السناتور عن فيرمونت، بيرني ساندرز، منافس كلينتون ذي الأفكار الاشتراكية. لكن مواقفها اكثر انسجاماً مع ساندرز منها مع كلينتون، خصوصاً في الدعوة إلى كبح جماح «وول ستريت» وتفكيك البنوك الكبرى. وكانت وارين اتهمت كلينتون سابقاً بالتخلي عن دعمها تعزيز تشريعات الإفلاس لاسترضاء «وول ستريت»، وظلت على الحياد في بداية السباق الديموقراطي، والمرأة الوحيدة في مجلس الشيوخ التي لم تلقِ بثقلها خلف أول مرشحة في الانتخابات الرئاسية عن حزب كبير. وأشارت مصادر الى ان مستشاري وارين يجرون منذ اسابيع اتصالات مكثفة، ونقلوا عنها قولها «انها مهتمة بفكرة أن تصبح نائبة لكلينتون، لكنها لم تناقش الأمر مع المرشحة، او أي شخص آخر من حملتها». وتعتبر وارين من أشد الديموقراطيين انتقاداً لترامب الذي تشدد على أولوية هزيمته، علماً انها غرّدت على «تويتر» مطلع الأسبوع: «دونالد استعد نحن قادمون». ووصفت في تعليقات أخرى رجل الأعمال وقطب العقارات بأنه «عنصري مولع بالجنس، ويعاني من رهاب الأجانب»، مؤكدة انها ستخوض معركة لتضمن «الا يصل المزيج السام من الكراهية وانعدام الأمن الذي يمثله إلى البيت الأبيض أبداً». ويرى محللون ان بروز اسم وارين كمرشحة محتملة لمنصب نائب الرئيس يؤكد تمهيد ساندرز لحركة باقية تملك نفوذاً في الحزب الديموقراطي. وفي الأسابيع الأخيرة، قدم ساندرز مستخدماً نفوذه وقدرته على جمع تبرعات دعماً لمرشحين تقدميين للكونغرس والمجالس الاشتراعية على مستوى الولايات الذين يتفقون في الرأي مع برنامجه، وحض أنصاره في أنحاء البلاد على تقديم تبرعات لحملاتهم الانتخابية. كما عيّن ساندرز نشطاء بارزين في اللجنة التي تتولى صوغ برنامج القضايا التي ستطرح في مؤتمر الديموقراطيين في 24 تموز (يوليو) المقبل، ما يجعله يضمن صوتاً قوياً في العملية. وسيُطالب مندوبوه في المؤتمر الحزبي بتغييرات في قواعد الانتخابات التمهيدية، بينها السماح للمستقلين بالتصويت في الانتخابات التمهيدية وتقليص نفوذ كبار المندوبين، وهم مئات من كبار مسؤولي الحزب يستطيعون التصويت لمصلحة أي مرشح بغض النظر عن تصويت الناخبين في دوائرهم. وقال تشارلز تشامبرلين، المدير التنفيذي لجماعة «الديموقراطية من أجل أميركا»: «سنشهد بفضل ساندرز تغييرات حقيقية في الحزب الديموقراطي، فمستقبل الحزب مع مؤيديه». وجماعة «الديموقراطية من أجل أميركا» حركة ليبرالية ظهرت في فيرمونت بعد محاولة هوارد دين الفاشلة الترشح للرئاسة. وخلال الحملة الانتخابية اجبر ساندرز منافسته كلينتون على التحرك صوب اليسار مرات، وتبنيها قضايا دعم زيادة الحد الأدنى للأجور ومعارضة الاتفاق التجارة الآسيوي وخط أنابيب «كيستون» للنفط. ويرى حلفاء ساندرز التقدميون ان تحولات كلينتون ستكون مفيدة في انتخابات 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل أمام ترامب الذي روّج لبرنامج اقتصادي يركز على مناهضة التجارة ودعم الوظائف، وكذلك في مساعي الديموقراطيين إلى استرداد الغالبية في مجلس الشيوخ. وقال آدم جرين الذي شارك في تأسيس لجنة «حملة التغيير التقدمي: «يُفيد الجزء الأكبر من حكاية انتخابات 2016 بأن ساندرز ساعد الحزب الديموقراطي في رفع صوت القضايا الاقتصادية الشعبوية». وإذا استعاد الديموقراطيون مجلس الشيوخ سيكون ساندرز مرشحاً لتولي رئاسة لجنة الموازنة أو لجنة الصحة والتعليم والعمل ومعاشات التقاعد، وكلاهما منبران لهما نفوذ كبير سيُساهمان في نشر أفكاره.