أعلن تنظيم القاعدة أمس الإثنين مسؤوليته عن تفجير طائرة عسكرية في قاعدة الديلمي الحربية بالعاصمة صنعاء بالتزامن مع الهجوم الذي شنه مقاتلو التنظيم على مركز قيادة الجيش اليمني في محافظة أبين الجنوبية. وقال متحدث باسم التنظيم ل «الشرق» إنه ضمن عمليات «قطع الذنب» فجر التنظيم عبوة ناسفة داخل طائرة عسكرية «انتينوف» تستخدم في النقل العسكري وذلك بعد أن نجح عناصر التنظيم من التسلل إلى قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء .وتعد قاعدة الديلمي الحربية أكبر قاعدة طيران حربي في اليمن، وتقع في إطار مطار صنعاء الدولي وفي محيط القوات الجوية اليمنية ومقرها المركزي. وكشفت الأرقام المعلنة من قبل تنظيم القاعدة والمصادر العسكرية عن خسائر فادحة مني بها الجيش اليمني الذي تعرض أمس لهجوم هو الأعنف من حيث عدد الضحايا وخسائر العتاد العسكري في تاريخ المواجهات مع القاعدة.وقال مصدر في تنظيم القاعدة ل «الشرق» إن عناصر التنظيم وضمن عملية أسموها «قطع الذنب» أسروا 73 جنديا من مجموعة كتيبة المدفعية التي هاجمها التنظيم وقتل عدد كبير من أفرادها. اتهام أنصار صالح بالتواطؤ في حين قالت مصادر عسكرية وطبية ل»الشرق» أنهم تجاوزوا ال 75 قتيلا وخمسين مصابا في عملية مباغتة أثارت ردود أفعال كبيرة في الأوساط السياسية والعسكرية اليمنية.وأضاف المصدر أن عدد قتلى التنظيم هم اثنان فقط وتنفرد «الشرق» بأسمائهم وهم طالوت الصنعاني وأبو أبرار الصنعاني في حين أصيب 13 من عناصر التنظيم إصابة اثنين منهم خطيرة فيما البقية بين المتوسطة والخفيفة .ونفى المصدر مقتل القيادي البارز في التنظيم محمد الحنق وقال التنظيم أن الحنق توفي متأثرا بمرض أصابه منذ أسبوع ولم يقتل في المعركة. وقال المصدر إن الهجوم تم على محورين الأول كان في منطقة الكود بسيارتين مفخختين استهدفتا مبنيين يسكنهما جنود، والثاني كان هجوما بريا على كتيبة المدفعية من الخلف وأن سوء الأحوال الجوية وانعدام الرؤية لدى القوات المرابطة خلف كتيبة المدفعية ساعد عناصر التنظيم في إنجاح مهمتهم التي لم تتجاوز 12 ساعة حسب قوله. وأعلن التنظيم تدمير معدات عسكرية متنوعة والاستيلاء على معدات أخرى وهو مالم تنفيه المصادر العسكرية التي اتصلت بها «الشرق» وعبرت عن ذهولها من شدة الخسائر. وشككت مصادر عسكرية في أن يكون تنظيم القاعدة دون أي تواطؤ معه قادر على القيام بعملية ناجحة وخاطفة من هذا النوع واتهمت أركان نظام الرئيس صالح بالمسؤولية عن هذه الخسائر. ردود الفعل على العملية في غضون ذلك اتسعت رقعة الاتهامات الموجهة للرئيس صالح واتباعه في الجيش بالمسؤولية عن الهجوم والتنسيق مع القاعدة وقالت مصادر أحزاب المشترك المناهضة لصالح وأتباعه ان اللواء مهدي مقوله الذي أقاله الرئيس الجديد عبد ربه منصور من منصبه قبل يومين أوعز إلى الجنود بتسليم أسلحتهم للقاعدة الأمر الذي سخر منه قيادي في التنظيم واعتبره ضمن المناكفات بين الطرفين . وأكد الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال لقاءه أمس وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المملكة المتحدة أليستر بيرت عزمه على مواجهة الإرهاب بكل قوة ومهما كان الأمر وقال «سنواصل ملاحقته حتى آخر مخبأ «. واستعرض هادي طبيعة المواجهات التي جرت مع القاعدة والتي احتدمت بصورة أكبر خلال العام الماضي 2011 وأول العام 2012عندما استغل التنظيم الأوضاع المتأزمة في اليمن ودفع بقيادات وعناصر من مختلف الدول العربية والإسلامية إلى بعض المناطق في اليمن وخصوصا محافظة أبين بهدف إعلان إمارة إسلامية هناك . وأكد الرئيس عبد ربه منصور هادي إن المواجهة القوية ستستمر حتى دحر أخر إرهابي سواء من محافظة أبين أو غيرها مشيرا إلى المشكلات الاقتصادية التي تعتبر من أبرز أسباب انخراط البعض من المغرر بهم في تنظيم القاعدة. المعدات العسكرية التي استولى عليها القاعدة دبابة – مضاد طيران – قاذف كاتيوشا – مدفع هاون 120- خمسة دوشكا – 3بيكا – 2 أر بي جي – مائة كلاشنكوف ومخزن ذخيرة متنوعة وثلاثة أطقم عسكرية وسيارة كراز وسيارتي إسعاف إضافة إلى كميات كبيرة من ذخائر الأسلحة المذكورة. وتم تدمير ثلاث منصات كاتيوشا ودبابتين و3 كراز و12 مدفعا دس سي وإحراق مخزن ذخيرة .