قدَّم الفريق الأول لكرة القدم في النادي الأهلي موسماً استثنائيّاً على كافة الأصعدة، تُوِّج على أثره بلقب دوري عبداللطيف جميل، وخاض بطل الدوري 24 مباراة هذا الموسم «حقق الفوز في 17 مباراة، وتعادل في 6، وخسر مباراة واحدة» وسجل 47 هدفاً، واستقبلت شباكه 17 هدفاً. وتميز النادي الأهلي هذا الموسم بقدرته على حسم المواجهات المباشرة مع منافسيه على اللقب، إذ تمكن من تحقيق الفوز على الهلال «الوصيف» ذهاباً وإياباً بنتيجة 2/1 و3/1 على التوالي، في حين سحق الاتحاد في مواجهتي الذهاب والإياب بفوزه 3/0 في الدور الأول و4/2 في الدور الثاني. لك العهد والعشق والانتماء، وخلفك نمضي صباح مساء، لتبقى مجيداً وفخراً وعيداً وصرحاً فريداً يطال السماء، أيا قلعة المجد والمجد أهلي، أيا منبع الفن والفن أهلي، سفير الوطن شموخ وفن، وعبر الزمان سنمضي معاً، وعبر الزمان سنمضي معاً، وعبر الزمان سنمضي معاً. بهذه الأهازيج ظل أسود المدرجات يزلزلون ملعب الجوهرة المشعة حتى تحقق الحلم وأنهى قلعة الكؤوس السنوات العجاف التي امتدت ل 32 عاماً وتُوِّج بلقب دوري عبدللطيف جميل لموسم 2015/2016 عقب فوزه على الهلال بثلاثة أهداف مقابل هدف. بمجرد إطلاق حكم المباراة صافرة النهاية جن جنون «المجانين» وسارع الجميع داخل قلعة الكؤوس من إدارة، وجهاز فني، ولاعبين، وجماهير، للاحتفال بالتتويج الذي طال انتظاره، مُعلنين عن عودة الأهلي بطلاً للدوري من جديد. مقومات تحقيق أي بطولة هي: لاعبون جيدون وجهاز فني كفء وجماهير لا تهدأ وإدارة ذات خبرة. فإذا كنت تملك فريقاً يضم لاعبين من طينة الكبار وجهازاً فنيّاً ذا كفاءة عالية وجماهير تزلزل المدرجات أينما ذهبت، فإنك لن تتمكن من تحقيق أي لقب أو إنجاز دون توافر إدارة على قدر كبيرة من الخبرة، توفر لك الاستقرار الفني والمادي. حرصت إدارة النادي الأهلي خلال العامين السابقين على توفير الاستقرار الفني للفريق بالإبقاء على المدرب السويسري كريستان جروس على الرغم من كثرة الأصوات التي كانت تنادي بإقالته مع أي تعثر للفريق في مبارياته، ودعمت الفريق بعناصر محلية وأجنبية مميزة على غرار عمر السومة ومحمد عبدالشافي، كما حاولت الإدارة الأهلاوية الوفاء بالالتزامات المالية الخاصة باللاعبين. تمكن المدرب السويسري كريستيان جروس على مدار عامين في قيادته للنادي الأهلي من فرض النظام داخل الفريق، بفضل قوة شخصيته وخبرته في التعامل مع النجوم، الأمر الذي أضاف كثيراً من الانضباط والالتزام إلى أداء اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، كما نجح جروس في تكوين فريق من الشباب مدعوم بلاعبين ذوي خبرة، أمثال قائد الفريق تيسير الجاسم وأسامة هوساوي، وعمد جروس إلى عدم إرهاق اللاعبين في أكثر من مسابقة، باتباع سياسة التدوير والاعتماد على عدد كبير من اللاعبين البدلاء في بطولة دوري أبطال آسيا. تميز النادي الأهلي هذا الموسم عن أقرانه من أندية دوري عبداللطيف جميل بضم عناصر أجنبية ذات مستوي فني عالٍ، ساهمت بشكل مباشر في إعادة لقب دوري جميل لقلعة الكؤوس بعد سنوات طويلة، على غرار عمر السومة ومحمد عبدالشافي واليوناني فيتفا. هو النجم الأول للفريق بلا منازع والمحترف الأفضل في دوري عبداللطيف جميل في آخر موسمين، المهاجم السوري ساهم بشكل كبير في حصد الأهلي لقب دوري جميل بفضل أهدافه الحاسمة التي كان آخرها الثنائية التي هز بها شباك الهلال، ويتصدر عمر السومة قائمة هدافي دوري عبداللطيف جميل برصيد 22 هدفاً في 20 مباراة شارك فيها رفقة ناديه الأهلي في مسابقة الدوري. تعاقد النادي الأهلي في مطلع الموسم الماضي مع الظهير الأيسر لنادي الزمالك المصري محمد عبدالشافي لمدة عام على سبيل الإعارة، ليعوض غياب منصور الحربي الذي أصيب إصابة الرباط الصليبي، وسرعان ما نجح «شيفو» في إقناع المدير الفني للنادي الأهلي كريستيان جروس وأصبح أحد الأعمدة الأساسية في الفريق، الأمر الذي دفع الإدارة الأهلاوية لشراء عقد اللاعب بشكل نهائي. وشارك محمد عبدالشافي في 14 مباراة مع الأهلي هذا الموسم في دوري جميل للمحترفين، بواقع 1215 دقيقة، ومنح زملاءه 3 تمريرات حاسمة. على الرغم من معاناته في بداية مشواره مع فريق الأهلي بسبب كثرة الإصابات الأمر الذي أثار حفيظة الجماهير الأهلاوية، إلا أن «ميسي اليونان» ظهر في الأوقات الصعبة وساهم بشكل كبير في حسم عديد من المباريات بفضل مهارته المتناهية في التلاعب بالخصوم، وشكل ثلاثيّاً مرعباً مع تيسير الجاسم وعمر السومة. وشارك فيتفا في 14 مباراة مع الأهلي هذا الموسم في دوري جميل للمحترفين، وسجل هدفاً، ومنح زملاءه 5 تمريرات حاسمة. الأمير فهد بن خالد .. الانتماء والعشق على الرغم من ترك الأمير فهد بن خالد رئاسة النادي الأهلي، إلا أنه لم يتوانَ عن تقديم الدعم والمساعدة لإدارة النادي الأهلي برئاسة مساعد الزويهري، ليعطي درساً في الانتماء والعشق للكيان. اتخذت إدارة النادي الأهلي قراراً جوهريّاً في مسيرة الفريق هذا الموسم ب تعيين الكابتن «طارق كيال» مشرفاً على فريق كرة القدم في النادي، بعد لحظات من خسارة الفريق الأهلاوي في مباراته أمام «ناساف» الأوزبكي 1 -2 في دوري أبطال آسيا، حيث نجح طارق كيال في استنفار الروح القتالية في نفوس اللاعبين وفرض مزيد من الانضباط داخل الفريق الأهلاوي واحتواء عديد من الأزمات. أعطت جماهير النادي الأهلي الملقبة ب «المجانين» دروساً في الوفاء والانتماء للكيان، فعلى الرغم من ابتعاد الراقي عن التتويج بلقب جميل ل 32 عاماً، إلا أن المجانين ظلوا أوفياء لشعار قلعة الكؤوس، لا يكلون ولا يملون من تقديم الدعم للفريق. وأسهمت جماهير نادي الأهلي بشكل كبير في مسيرة نجاح الفريق هذا الموسم، حيث تحتل جماهير الراقي المرتبة الأولي في قائمة الجماهير الأكثر حضوراً على أرضها ب 300261 مشجعاً.