حذرت وزارة الداخلية من محاولات البعض استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لتأجيج مشاعر مستخدمي تلك الشبكات وتأليبهم على ولاة الأمر بصورة غير مباشرة، عبر أكثر من 4 ملايين رسالة سلبية شهرياً تصدر من حسابات وهمية أغلبها من الخارج. وكشف مدير إدارة المعلومات والإنترنت بالإدارة العامة للأمن الفكري العقيد دكتور فهد الغفيلي، في محاضرة نظمتها الكلية التقنية بالجوف، أمس الأول، ضمن برنامج «يقظ» الذي ترعاه المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، أنهم من خلال متابعتهم وتحليلهم لما يطرح في شبكات التواصل الاجتماعي، تبين لهم أن هناك مجموعة من الآفات التي يسعى بعض المغرضين، بمختلف توجهاتهم وميولهم، إلى بثها ومحاولة خداع المتلقين بها، وعلى رأسها التأليب على ولاة الأمر والدعوة إلى الخروج عليهم، ليس بالضرورة بشكل مباشر، بل من خلال رسائل تحبط الشباب كعدم وجود وظائف وغلاء الأسعار وغيرها من الرسائل التي تؤجج المشاعر وتشحن الأنفس. وأضاف أن المشكلة الثانية أن كثيرا من تلك الحسابات التي تبث تلك الرسائل وهمية وتدار من خارج المملكة من قبل جهات معادية تستخدم آلاف الحسابات بأسماء سعودية وهمية، وتبث أكثر من 4 ملايين رسالة سلبية شهرياً عبر موقع تويتر، بخلاف ما يبث عبر المواقع الأخرى. وأشار الغفيلي إلى الآفة الثالثة المتمثلة في سعي بعض الأشخاص خاصة ممن يحملون أسماء وهمية إلى فبركة الأخبار المسيئة للدولة، التي يمكن كشف زيفها في حال إعمال العقل في تحليلها، حيث يظهر الكذب والتناقض في محتواها، أما السلبية الرابعة فتتمثل في قيام بعض الأشخاص بإشاعة أخبار كاذبة والاستشهاد بصور حقيقية ولكنها لا تمثل نفس الحدث، ومن ذلك نشر صور المجازر الوحشية التي يرتكبها النظام السوري والزعم أنها نتيجة لقصف طيران التحالف العربي على المدنيين في اليمن، بغرض الإساءة للتحالف العربي بشكل عام، وللمملكة بشكل خاص، وتأليب الرأي المحلي والدولي على عاصفة الحزم. وأكد على أن مسألة إذكاء روح العداوة والبغضاء في أنفس أفراد المجتمع كآفة خامسة يسعى المغرضون من خلالها إلى بث الفرقة بين مكونات المجتمع المختلفة من خلال إذكاء النعرات القبلية والطائفية والمناطقية والحزبية والرياضية، وهكذا مما يسهل عملية تجنيد الشباب للجهات المعادية للوطن بكافة أشكالها. ورأى الغفيلي أن الآفة السادسة تتمثل في أن شبكات التواصل أسهمت في الترويج للأفكار والبضائع غير المشروعة، فمستخدمو تلك الشبكات يتلقون رسائل تكفيرية وإلحادية وبدعا وخرافات بالإضافة إلى رسائل متعلقة بالجنس والمخدرات والسحر والشعوذة وغيرها كثير. أما الآفة السابعة فتتمثل بتسطيح المتلقي من خلال بث معلومة قد تكون كاذبة في رسالة قصيرة دون تدعيمها بأدلة أو براهين مما ينتج عنه خلق مجتمع بسيط جداً قابل لتصديق كل معلومة. كما أن انشغال كثير من الرموز الفكرية بشبكات التواصل والعزوف عن البحث العلمي، أسهم في تفاقم هذه الآفة. أما الآفتان الثامنة والتاسعة فتتمثلان بالقولبة السلبية للذات والقولبة الإيجابية للآخر من خلال بث رسائل كمعلومة أو طرفة تخلق صورة نمطية سلبية عن المملكة وأهلها أو تخلق صورة جيدة عن العدو.