كشف العقيد الدكتور فهد بن عبد العزيز الغفيلي، مدير إدارة المعلومات والإنترنت بالإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية، أنه تم رصد آلاف الحسابات الوهمية التي تدار من خارج المملكة وتبث رسائل سلبية تقدر ب4 ملايين رسالة شهريًّا. حديث العقيد "الغفيلي" جاء خلال المحاضرة التي نظمتها الكلية التقنية بالجوف ضمن برنامج "يقظ" الذي ترعاه المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني. وحذَّر المسؤول الأمني من محاولات البعض استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لأغراض غير مشروعة من خلال بث رسائل مباشرة أو تمريرها بطرق غير مباشرة وخداع مستخدمي تلك الشبكات. وقال "الغفيلي": إنه "من خلال متابعتهم وتحليلهم لما يطرح في شبكات التواصل الاجتماعي سواء (تويتر، فيس بوك، يوتيوب، واتس آب وسناب شات) وغيرها تبين لهم أن هناك مجموعة من الآفات التي يسعى بعض المغرضين بمختلف توجهاتهم وميولهم إلى بثها ومحاولة خداع المتلقين". وأضاف: "يأتي في مقدمتها التأليب على ولاة الأمر والدعوة إلى الخروج ليس بالضرورة بشكل مباشر من خلال السعي إلى بث رسائل تحبط الشباب كعدم وجود وظائف وغلاء الأسعار وغيرها من الرسائل التي تؤجج المشاعر وتشحن أنفس الشباب"، مشيرًا إلى أن تلك الرسائل لا تهدف إلى تحسين أوضاع الشباب بل تريد تأليبهم على الدولة والمجتمع. ولفت "الغفيلي" إلى أن المشكلة الثالثة تتمثل في بعض الأشخاص خاصة ممن يحملون أسماء وهمية إلى فبركة الأخبار المسيئة للدولة التي يمكن كشف زيفها في حال إعمال العقل في تحليلها حيث يظهر الكذب والتناقض في محتواها. وأوضح أن السلبية الرابعة تتمثل في قيام بعض الأشخاص بإشاعة أخبار كاذبة والاستشهاد بصور حقيقية ولكنها لا تمثل نفس الحدث، مؤكداً أن مسألة إذكاء روح العداوة والبغضاء في أنفس أفراد المجتمع آفة خامسة يسعى المغرضون من خلالها إلى بث الفرقة في المجتمع من خلال إذكاء النعرات القبلية والطائفية والمناطقية والحزبية والرياضية كافة. ورأى "الغفيلي" أن الآفة السادسة تتمثل في أن شبكات التواصل أسهمت في الترويج للأفكار والبضائع غير المشروعة فمستخدمو تلك الشبكات يتلقون رسائل تكفيرية وإلحادية وبدع وخرافات بالإضافة إلى رسائل متعلقة بالجنس والمخدرات والسحر والشعوذة وغيرها كثير، فيما تتمثل الآفة السابعة في تسطيح المتلقي من خلال بث معلومة قد تكون كاذبة في رسالة قصيرة دون تدعيمها بأدلة أو براهين مما ينتج عنه إيجاد مجتمع بسيط جداً قابل لتصديق كل معلومة. وأرف المسؤول الأمني، قائلاً: أما الآفتان الثامنة والتاسعة فتتمثلان بالقولبة السلبية للذات والقولبة الإيجابية للآخر، لافتاً النظر إلى أن المشكلة في هذا النوع من الرسائل أن كثيرين يتلقونها ويعيدون نشرها غير مدركين للهدف الحقيقي من ورائها، محذراً من التأثيرات السلبية لهذا النوع من الرسائل التي لا تظهر إلا بعد مدة طويلة من الوقت ويصعب الانفكاك أو معالجتها. ودعا "الغفيلي" جميع مستخدمي الشبكات الاجتماعية إلى عدم الانخداع بأوهام تلك الشبكات وما يحاك خلف كواليسها والتفكر بالواقع وتذكر ما يحيط بهم من خيرات ونعم وهي كفيلة بدحض كل تلك الآفات.