كشفت مصادر عليمة ل “الشرق” أن التيار السلفي “الإصلاحي” في الأردن بدأ التجهيز لخوض الانتخابات البرلمانية التي من المفترض أن تجري قبل نهاية هذا العام حسب تأكيد الملك عبدالله الثاني والحكومة الأردنية. وقالت المصادر ل “الشرق” إن أعضاء ونشطاء بارزين في التيار عقدوا مؤخراً محاضرات ولقاءات داخلية ضمتهم بمقربين منهم تركزت على النظم الانتخابية والتفاصيل الدقيقة لعملية الانتخاب. وعُقِدَت تلك اللقاءات عن طريق جمعية الكتاب والسنة التي يسيطر عليها أنصار التيار السلفي “الإصلاحي”، تمهيدا لإعداد قوائم لمرشحي التيار في الانتخابات. وتنشط جميعة الكتاب والسنة في مجال العمل الخيري والتثقيفي، ونظمت مؤخراً حملات إغاثة للاجئين السوريين في الأردن. ويركز السلفيون “الإصلاحيون” على تمييز أنفسهم عن السلفيين الجهاديين، حيث ينأون بأنفسهم عن أية أعمال عنف، ويُعرَف عنهم عدم عدائهم للنظام. وسبق ل “الإصلاحيين” إصدار عدة تصريحات أدانوا فيها أعمال عنف وصدامات مع الأمن شارك فيها التيار السلفي الجهادي العام الماضي، وتحديدا مسيرة للسلفيين في مدينة الزرقاء شمال الأردن، في المقابل يهاجمهم أنصار التيار السلفي الجهادي. ويؤكد مراقبون سياسيون، مقربون من التيار، أن السلفيين الإصلاحيين يتواصلون باستمرار مع التيار السلفي في مصر، وأن “الإصلاحيين” بدأوا منذ عام تقريباً، ومع تنامي الحراك الشعبي الإصلاحي في الأردن، في انتقاد الحكومة، وهو ما كانوا يتجنبونه سابقاً، حيث انصب تركيزهم على العمل الخيري والدعوي وابتعدوا عن الجانب السياسي. ويتوقع المراقبون أن تتركز قوة التيار السلفي الإصلاحي في منطقة عمّان الشرقية، المعروفة بفقر أهلها، ويرى المراقبون أن السلفيين سيكون لهم نصيب من المقاعد مقتطعاً من حصة الإخوان المسلمين حيث يدور التنافس بينهم على نفس الجمهور. من ناحيته، نفى أبرز شيوخ السلفيين الإصلاحيين ورئيس مركز “الألباني للدراسات”، الشيخ علي الحلبي، في تصريح ل “الشرق”، أن يكون له أية صلة بتوجه الإصلاحيين للمشاركة في الانتخابات.