يتوقع المحللون أن يتعزز المشهد السياسي المغربي قريباً بولادة حزب إسلامي جديد ذي مرجعية إسلامية، كما هو حال العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الحالية، بعد فوزه في الانتخابات التشريعية الأخيرة بمجموع 107 مقاعد برلمانية من أصل 395. وعلمت «الشرق» أن البادرة يقودها أحد شيوخ السلفية محمد الفيزازي، الذي صدر قرار العفو عنه من قبل الملك محمد السادس، بعدما كان محكوماً عليه بثلاثين سنة سجناً نافذاً، على خلفية ما يسمى بملف السلفية الجهادية، عقب التفجيرات التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء عاصمة البلاد الاقتصادية في 16مايو عام 2003. وتتوافر المعطيات بالخطوة الأولى، التي ستتم عبر تأسيس جمعية تحمل اسم العلم والعمل، تكون النواة الأساسية لتشكيل حزب سياسي، للدخول في منظومة الأحزاب السياسية الموجودة حالياً في الساحة المغربية. ويبدأ النشاط بالعمل الدعوي في الجمعية، قبل التحول إلى العمل السياسي، بحضور العديد من الأساتذة الجامعيين وشيوخ لهم وزنهم في الساحة الدعوية المحلية. ويسعى الفيزازي إلى السير على خطى حزب النور المصري الفائز مؤخراً بالمرتبة الثانية في الانتخابات المصرية. وفي هذا السياق أطلق شباب مغاربة ينتمون إلى التيار السلفي المغربي، مشروع حركة سلفية جديدة يحمل اسم «الحركة السلفية المغربية من أجل الإصلاح»، يؤكد مؤسسوها أنها «حركة سلمية وسطية لا تنهج العنف والتشدد والتطرف وسيلة للتغيير أو الإصلاح، وتتمسك بكل الصلاحيات التي تكلفها كل الأعراف والقوانين الدولية، التي تتناقض مع الإسلام، ومن أبرزها حق المسلم في التعبير عن رأيه. وبحسب وثيقة التأسيس، فإن التيار الجديد يمثل حركة دعوية، أو تياراً شبابياً إصلاحياً يعتمد المنهج الإسلامي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، وذلك في جميع الأصعدة، سيما الدعوية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وشددت الوثيقة على أن إنشاء مجموعة من الشباب، ممن يمثلون شرائح المجتمع المغربي، نابع من اعتبار الخيار الإسلامي السلفي المعتدل هو الكفيل والضامن لإيجاد الصوت الصادق المعبر عن رؤاه وتطلعاته. وتفيد أرضية الحركة الجديدة، بأن هذه الأخيرة تهدف إلى «القيام بإصلاح أسلوب التغيير الدعوي والسياسي الحالي، وترشيد العمل السياسي الإسلامي لدى التيارات الإسلامية، لكي يتوافق مع الثوابت الشرعية». وأوضحت الحركة أن خروجها إلى الوجود جاء بهدف «تذكير الأمة بالأصول الشرعية التي يجب الانقياد لها في كل مشروع إصلاحي، وتكوين كوادر قيادية للتيار السلفي، تسهم فئاته في العمل لصالح الإسلام، والتناصح والتعاون مع باقي القيادات الإسلامية العاملة في الحقل الدعوي بالمغرب». وبحسب المراقبين، فإن من شأن الحزب الذي يعتزم أنصار السلفية تأسيسه أن يستقطب العديد من الوجوه المتعاطفة مع هذا التيار الذي بزغ نجمه، وطفا على سطح الأحداث، عقب التفجيرات التي شهدها المغرب في العام 2003.