شاهدتُ ثلةً من المسلمين العرب وغير العرب، من الأردن وفلسطين ومصر والهند والباكستان، ممن يشهدون: أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله- يتحدثون في إحدى الفضائيات ساخرين من كلام الله تعالى، منتقدين كُتُبَ التفسير والمفسرين الأوائل والمتأخرين، يقولون: «من يُصدق هذا التفسير! هل سمعتم أن طيراً ينطق؛ فينقل خبراً، يقصدون: «الهدهد»، ثم يردفون ممعنون في سخريتهم: هل سمعتم أن نملةً تتكلم؟ هؤلاء القوم، إذا رأيتَهم تُعجِبُك أجسامُهم وهم يروجون لرجل هندي، ينعتونه: «حضرة مرزا غلام أحمد: الخليفة الخامس أمير المؤمنين والمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام»، ويدعون الناسَ لمبايعته، ثم يُظهرون صورته على الشاشة، وقد لاث عمامته الغريبة، التي لها عُرفٌ كعرف الديك، يتحدث إلى المشاهدين باللغة الإنجليزية؛ كونه لا يتكلم العربية، يقول: لقد أرسلني الله إليكم، بِوَحْيٍ من عندِه، ومن لا يؤمن بي؛ خابَ وخسر، ثم يتلو بعضَ ما يَدّعي أنه وحيٌ من عندِ اللهِ إليه! ما أفجعني فأوجعني: أن رجالاً ونساءً من الأقطار العربية، بخاصة: ليبيا والجزائر واليمن والمغرب، يتصلون بالقناة مُعلنين إيمانهم وتصديقهم ومبايعتهم ابن غلام، وسط ترحيب الثلة إياها، ولا ينقصهم إلا أن يكون بينهم «عبدالحميد دشتي»، أما من لا يعلن بيعته، فيقولون له: ألم يُكذب الناسُ محمداً- صلى الله عليه وسلم- مع أنه جاء بالحق؛ فها أنتم تكذبون «مرزا غلام عليه السلام» وهو مُرسلٌ إليكم بالهُدى ونسائم الحق أيها الغافلون. أنا آسف إن قلت: إني لأول مرة أشاهد هذا؛ فربما لم أستوعب، إنما ستجدونه أنتم بين قنواتكم، فلعلكم تفيدونني بما تجدون، فقد علمت أن قناتهم بدأت البث منذ زمن بعيد. قلت: المحيطُ الذي تعيشُ فيه، يضيقُ بك أو يتسعُ لك، بقدرِ فَهمِكَ له، لا بقدرِ فهمه لك.