أبها – عبده الأسمري من يمنع المرأة من قيادة السيارة يبتسم مع المضيفات في الطائرات ويُلاطف النساء هاتفياً العمامة حرية شخصية ولا تدل على الصوفية ويلبسها السنِّي والشيعي لابدَّ من معاقبة من يُشكِّك في نسب أهل البيت وإثباته عبر البصمة الوراثية أشجِّع نادي «حراء».. ولا أطيق عالماً أو داعية سميناً لا يمارس الرياضة المدرجات النسائية مباحة وتحتاج فقط إلى ضوابط من صاحب القرار حذَّر المفكر الإسلامي الدكتور عبدالله فدعق، من خطر «حزب الله» وتغلغله بين أبناء الأمة الإسلامية، مؤكداً أن «الوهابية» ارتباط وهوية وانتماء، ومشدداً في الوقت ذاته على وجوب تغيير المناهج الدينية في المملكة وليس تطويرها. وفيما يتعلق بالمرأة، سخر فدعق ممن يطالبون بمنعها من قيادة السيارة، بينما يبتسمون مع المضيفات في الطائرات ويلاطفون النساء في المكالمات الهاتفية. قائلاً إن «السعوديات المشاركات في الأولمبياد أخواتي وبناتي». وفي حوار خاص مع «الشرق» أثار فدعق كثيراً من القضايا الشائكة، وحرَّك المياه الساكنة، وكشف عن موقفه تجاه كثير من المسائل الجدلية، التي يتناول بعضها شخصه وأسلوبه في اللباس، إلى جانب تفاصيل أخرى كثيرة، يكشفها في الحوار التالي: * لماذا لدينا حساسية في موضوع المرأة دائماً؟ - السبب هو الموروث الشعبي والفقهي، من يحارب المرأة ويمانع قيادتها السيارة تراه في الطائرة يتكلم مع المضيفة وقد يتبسم لها، وفي الهاتف يلاطف المرأة، وفي المستشفى يفضل أن تكشف عليه ممرضة، هذه ازدواجية مدمرة، والأخطر أن ننسب قيادة السيارة للدين، وكأنما هو دين ذكوري، لا مكان للأنثى فيه، أنا أحمِّل المرأة مسؤولية التطاول عليها، لابد أن تتبنى قضيتها، وتتحدث باسمها، وتدافع عن نفسها، ولا تنتظر الرجل يترافع عنها. * يعترض بعض رجال الدين في المملكة علي قيادة المرأة السيارة، هل لاعتراضهم ما يبرره الشارع الحكيم؟ - اتفقنا أخيراً على أن قيادة المرأة السيارة لا علاقة لها بالدين، ومتى استوعب المجتمع الأمر فيمكن لها القيادة، ومنع ذلك يعني التشكيك في النساء، وسوء الظن بهن. * أوصى الرسول الكريم بالمرأة خيراً، لكن كثيرين يهدرون حقوقها، ما تعليقك؟ - اشتدت الهجمة المجتمعية على المرأة بشكل كبير، وهناك من يبرر هجومه بأن الشريعة الإسلامية حطت من قدرها عندما قالت «النساء ناقصات عقل ودين»، متناسين أن هذا حدث في موقف معين، لإقرار أمر رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس لأن جميع النساء كذلك، فسيدتنا خديجة أو سيدتنا فاطمة أو سيدتنا عائشة رضي الله عنهن وغيرهن، أكثر قيمة من الرجال، وأنادي المحتجين بالنص السابق إلى النظر في قول الرسول صلى الله عليه وسلم «النساء شقائق الرجال»، وحديث أحمد «ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم». هناك من يقول إن المرأة نصف المجتمع، أنا لا أؤيد ذلك لأن المجتمع رجل وامرأة، فالرجل من الخارج، والمرأة من الداخل، هو من يحميها ويرعاها، وهي من تحفظه. * إذاً من يحط من قدرها؟ - أظن أن التقاليد المتوارثة التي لا يتنازل عنها بسهولة هي السبب، وأود التنبيه على أن من يتعامل مع المرأة بحدة سيواجه ردة فعل عنيفة، فالتوازن معها مهم، والاعتراف بحقوقها أهم. * ما أهمية المرأة باختصار؟ - لا يمكن للرجال القيام بنهضة البلاد بمفردهم، بل لابد من مشاركة المرأة، من أراد أن يُبقي ابنته وزوجته في البيت فله ذلك، ومن أرادها أن تخرج إلى العمل فذلك حقه. * غياب الاحتفاء بالمناسبات الدينية وإحياء ذكراها والأحداث المهمة التي ارتبطت بها بماذا تفسره؟ وكيف يمكن وضعها في إطارها الصحيح؟ - الاحتفاء بالمناسبات الدينية أمر مطلوب، ومن لا يستطيع أن يستوعب الأمر نقول له عليك أن تُنزل المناسبات الدينية منزلة المناسبات الوطنية والاجتماعية، ثم إن جميع الدول تنظر إلينا فنحن وسط العالم ومهبط الوحي ومقر الحبيب المصطفى، وفي المقابل فإن جميع العالم الإسلامي عندما يحتفي بالمناسبات الدينية يعلل عدم احتفائنا بها بأننا نجافي الرسول ولا نحبه، حتى تجرَّأ بعضهم وقال الرسول لا يحبكم وليته عاش عندنا، لابد أن نحتفي بالمناسبات الدينية ونذكِّر بالسيرة النبوية، وهذا أقل ما نقدمه له عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، لقد بدأنا بالمحبة وقال لنا فيما رواه مسلم وغيره «أنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي»، وفي رواية أخرى «أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار فتغلبوني تقحمون فيها»، وقال أيضاً فيما رواه الشيخان «أنا فرطكم على الحوض»، أي أستقبلكم عنده، وهذا جزء مما قدمه الرسول العظيم لنا وما سيقدمه، وأقل ما يمكن أن نقدمه له هو التذكير به والاحتفاء به صلى الله عليه وسلم. * هل ترى أن المناهج الدينية الدراسية الحالية تفي بالغرض؟ وما الفرق بينها وبين المناهج الدينية سابقاً؟ - سؤال جيد جداً وأخشى أن يفسره بعضهم بتفسيرات مغلوطة، فما يقوله بعضهم هو أن المناهج الدينية تحتاج لتطوير، ووجهة نظري أن بعضها يحتاج إلى تغيير لا إلى تعديل، هذا ما قلته في الحوار الوطني، فمادة التوحيد مثلاً يمكن أن تُعرض بأبسط مما هي عليه حالياً، مع مراعاة احترام الفوارق والتيارات الدينية، حتى نجنِّب الدارسين والدارسات الانشقاق الفكري، ونكفل لهم العلم الذي لا يستقيم الإيمان إلا به. * من دون إحراج، هناك من يقول إن لباسك يوحي بميلك لشيء ما؟ - أقول بداية إن لبسه صلى الله عليه وسلم العمامة كعادة عربية معروفة قبله صلى الله عليه وسلم أمر ثابت في الأحاديث الصحيحة، لا يمكن لأحد إنكاره، وإقراره صلى الله عليه وسلم ما سبق يكفي في الحض على لبسها، مع أني لا أراها أمراً لازماً، ولا ألح على غيري في لبسها، وأنكر الاستشهاد بأحاديث ضعيفة للإلحاح على ذلك. ثم إنه لابد أن تعلم أن أمر اللباس والهيئة بعمومه من الحريات الشخصية، وإن كنت تقصد أن العمامة رمز للصوفية، فأقول لك إن العمامة يلبسها أغلب السنة وشاعت بين من ينتسب منهم إلى التصوف أو السلفية، كما أن الشيعة والإباضية يلبسونها أيضاً. جهل الناس بهذا جعلهم إذا رأوا أحداً لبسها صنفوه دون أن يفاتحوه. ديننا لا يعتمد على المظاهر، وقلتها مراراً مشايخنا كانوا يدرسون الطلاب في الجامعة بالغترة والشماغ، وإذا كانوا في البيت لبسوا العمامة، وقد لبستهما وألبسهما، ولا أدري هل من لا يلبس العمامة عنده استعداد للبسها؟ ليتنا نترك التصنيف، وخصوصاً المبني على لبس الشماغ والعمامة. * ما الأقرب إلى قلبك فدعق «الداعية» أم «العالم» وفق ما يصفك البعض، أم «شيخ الشافعية» أم «الدكتور» أم «السيد» أم «المحكم»، وأي الألقاب أقرب إليك ويتناسب مع المرحلة؟ - أقرب الألقاب إلى نفسي (المهتم بقضايا الفقه والفكر)، فلدي اهتمام كبير ولا يتوقف بالفقه الإسلامي، وشتى الجوانب الفكرية. * الشعوب العربية تنادي بحكومات إسلامية ومن ثم يرفضون ما تمليه عليهم.. الربيع العربي بطولة من دون هدف، ما تعليقك على جولات هذا الربيع؟ - السبب هو الخلط بين السياسة والدين، هذا العك الذي نشاهده أسهم في إيجاد كثير من المعاناة. احترام التخصصات مهم، وكفُّ أهل الدين عن تسنُّم الكراسي مطلوب. حرصهم أخي على تدين الدولة والناس وفق تدينهم الخاص لا غير سيفقد المجتمعات وجود الدولة المدنية التي تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن القومية والدين. * انتقدت سابقاً منهج بعض الدعاة، وفي وقتنا الحاضر اختلط المسمى بالمظهر، من الداعية من وجهة نظرك وما رأيك في عددهم المهول حالياً؟ - هنالك فرق بين الداعية والعالم، بل أقول لا مجال للمقارنة، فكل عالم داعية أو يصلح أن يكون داعية، وليس كل داعية عالماً. العالم هو من يتصدر للتدريس، ويلتزم بمنهج معين، وتعلم وفق سلم علمي موثوق بأصحابه، أما الداعية فهو من يخالط الناس، ويشترك معهم في مناشطهم، ويحرص على نفعهم، كما أن هناك الواعظ وغيره. وأحمد الله تعالى أن رجل الشارع اليوم يستطيع ولو بمعاناة أن يفرق بين ذلك كله، ولا يمكن الضحك عليه باسم الدين، وإن ضحكنا عليه مرة، فلا يمكن أن نضحك عليه للأبد. * هل ترى أن هنالك تباعداً وتباغضاً بين المذاهب الفقهية مما أوجد فجوة واختلافات فقهية أثارت جدلاً بسبب ذلك؟ وما الحلول؟ المذاهب الفقهية مصدر تحابٍّ، ولا أرى شخصياً أي تنافر فيها، فالمذاهب الفقهية لا تبحث في النصوص المباشرة والصريحة والصحيحة والقطعية، بحثها فيما يحتمل أكثر من رأي وأكثر من اجتهاد. التباعد الذي أراه هو بين أصحاب المدارس العقدية، وعلينا أن نشيع بيننا أن ما يجمع الأمة هو أكثر مما يفرقها. * يقول بعضهم إنك شخصية مثيرة للجدل، ما تعليقك؟ وهل ترى أن النقد والصراحة لداعية وفقيه مثلك يوجِد هذه الإثارة والبلبلة؟ وماذا ترد عليهم؟ - أثير الجدل الحسن لا السيئ، الله تعالى يقول في محكم تبيانه: (وجادلهم بالتي هي أحسن)، وهذا معناه وجود التي هي أسوأ، وتحريك مياه التفكير بالعلم أمر جميل ومطلوب. * ما ارتباطك بالرياضة خصوصاً وأنك مشجع وعضو في نادي الوحدة؟ وما رأيك أن هنالك دعاة ينتقصون من المشايخ الذين يمارسون الرياضة أو يشجعون الأندية وكأنها تقلل من مكانتهم؟ - أشجع نادي حراء في مكةالمكرمة، مع الاحتفاظ بالذكرى الطيبة لنادي الوحدة، وأمارس الرياضة، ولا أطيق أن أرى عالماً أو داعية لا يمارس الرياضة، أو سميناً، أو بديناً، ومن يشنع على الرياضة هذا خياره، وليهنأ بالطعام والشراب. * ما رأيك في توفير مدرجات نسائية لكرة القدم وبطولات نسائية ذات خصوصية؟ - رأينا سيدات من جاليات مختلفة في ملاعبنا وهن يشجعن، ورأينا سعوديات يشجعن في ملاعب ومدرجات خارج البلد. المسألة تحتاج إلى ضوابط يضبطها صانع القرار. المرأة السعودية تشرفت بتمثيل البلد شرفياً في البطولة الأولمبية الأخيرة. بطبيعة الحال سيأتي من ينتقد ويقول هل ترضى أن ابنتك أو أختك تمارس الرياضة؟ وردي عليه أن كل من شاركن في الأولمبياد أخواتي وبناتي. * أين تصوم رمضان؟ وما جدولك اليومي فيه؟ - بين أهلي في الحرمين، وألبي بعض الدعوات الخارجية، ورمضاني كغيري فرصة لزيادة الحسنات، الاختلاف الوحيد هو أني أستيقظ في نفس ساعات اليوم العادي، مع أني أنام فيه متأخراً. * طالبت بمعاقبة المشككين في نسب أهل البيت، هل هذا النسب محدد ومعروف، وهل يجد أفراده ما يليق بهم وما يتمنونه؟ - المشكك في نسب آل البيت بالخصوص وأنساب الناس بالعموم، الذي يطالبهم مثلاً بالبصمة الوراثية مضاد ومهدد للسلم الاجتماعي، ولابد من معاقبته، المجمع الفقهي ومنذ أكثر من عشر سنوات ذكر أنه لا يجوز شرعاً الاعتماد على البصمة الوراثية في نفي النسب، ولا يجوز تقديمها على اللعان، ولا يجوز استخدام البصمة الوراثية بقصد التأكد من صحة الأنساب الثابتة شرعاً، وذكر أنه يجب على الجهات المختصة منعه، وفرض العقوبات الزاجرة، لأن في ذلك المنع حمايةً لأعراض الناس، وصوناً لأنسابهم. معرفة النسب تكون بالتواتر أو المشجرات والتواتر، أنا شخصياً كمسؤول وناظر عن مجموعة كبيرة من آل البيت، أفتخر بالمشجرات التي لدي، والتي تبين دقة وحرص من ورثها من السابقين رحمهم الله. أما عن الجزء الثاني من السؤال فالحمد لله أن هناك من يعيش بيننا وهو يعرف حق آل البيت المعنوي، أما الحق المادي فمن آل البيت من يعاني كغيره، وأجد نفسي مدفوعاً لتجديد الطلب من ولي الأمر -يحفظه الله- إلى الأمر بتكوين لجنة لدراسة أحوال أهل البيت، ومساعدتهم بما يسد حاجتهم من بيت المال بدلاً من الزكاة، وإعطائهم ما يكفيهم من بيت المال، فإكرامهم والإحسان إليهم حق من الحقوق الشرعية، ومن كمال محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن كمال الإيمان كما قال ذلك الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبدالعزيز بن باز في فتاواهما وطلباتهما، رحمهما الله رحمة واسعة. * ما رأيك في الهالة الإعلامية والرصيد المالي المرتفع لبعض الدعاة وتذاكر الدرجة الأولى وفنادق الخمس نجوم والسفريات الخارجية والبعد عن خدمة الشأن الداخلي؟ – إكرام الدعاة مهم جداً، ولا يعيبهم ذلك. لماذا تستنكر الناس إكرام العالم فقط، ولا تستنكر على غيره أن يقدم أو يميز، ولا أخفي خوفي من بعض اشتراطات الدعاة، كما هو كذلك من عدم تقدير الواجب لهم. * بصفتك عضواً في غرفة جدة، هل ترى أن دور الغرف التجارية قد حقق المطلوب؟ - الغرف التجارية الصناعية عليها أن تخرج من بوتقة خدمة التجار وشؤونهم، إلى خدمة المجتمع والشأن الاجتماعي كله، وغرفة جدة كغيرها تعمل لذلك، والمأمول أكبر. * هل تؤيد المدارس المشتركة للبنين والبنات في المراحل الثلاث الأولى؟ - هذه المسألة سُمح بها قبل فترة، والسماح لم يكن إلا بعد دراسات كاملة ومستوفاة ولسنوات، والغريب أنه في يوم وليلة مُنعت بعض المدارس من هذا رغم الإيجابيات التي عضَّدت الفكرة. السماح بعد سنوات، والمنع بعد ساعات هذا يعني وجود خلل. * هل هنالك حل جذري لنقص الأئمة وسيطرة الوافدين على الأذان ورفعه بلغة «غير لائقة»؟ - أحمد الله أن هذه ليست ظاهرة، والحل في أن تكون الإمامة والتأذين وظائف مستقلة، وليست وظائف تفرُّغ جزئي، مع مراقبة دقيقة لمنع التوكيل الذي نراه هنا وهناك. * جزمتَ قبل فترة باستحالة انتهاء «الوهابية» في السعودية، ما السبب؟ وبرأيك هل هنالك حركات دينية أو طائفية تمارس عملها بخفاء بين أوساط الشباب؟ - مصطلح الوهابية فخ قد يقع فيه بعضهم بسوء فهم. الوهابية في المملكة هوية وانتماء وارتباط، وشرعية المملكة في المنهج والتاريخ بدأت بمبايعة تاريخية بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمهما الله-، ولا يمكن تجاهل هذا الترابط المهم، ورحم الله الملك المؤسس الذي قال يوماً ما: «يسموننا الوهابيين، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض… نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، أو عقيدة جديدة، ولم يأتِ محمد بن عبدالوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح، ونحن نحترم الأئمة الأربعة لا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة».. نعم هنالك حركات طائفية وفكرية وسياسية تمارس عملها في الظل وفي الظلام، أسأل الله أن يحمي البلاد والعباد من الشر والأشرار. * حزب الله يُجيِّش المأجورين ويُسيِّس الدين وجذوره باتت مؤصَّلة في عدة دول، ما السبب في تعمُّقه؟ وكيف نواجه مدَّ الطائفية؟ وهل من رؤية عملية لحوار طائفي مأمول؟ - حزب الله خطَّط لسنوات، حتى بات متغلغلاً، وزادت مخططاته، والمكافحة لا تكون إلا بنفس التخطيط. الطائفية مصيبة عسى الله أن يخلصنا منها عاجلاً غير آجل. * هل ترى أن هنالك عنصرية لا تزال تبث سمومها في توزيع المناصب والصلاحيات والفرص التنموية في المملكة؟ وما الحلول؟ - العنصرية والمناطقية موجودة، وقد قلَّت بفضل الله كما هو ملحوظ، وخطرها يكمن في التأثير على الخصائص الاجتماعية للناس، فضلاً عن المخاوف الأمنية. * ما رأيك في تأخُّر القضايا في المحاكم؟ ومتى ستُحل هذه الإشكالية؟ - السبب يعود إلى قلة القضاة، والشكر لوزارة العدل على فرضها الدوام المسائي في المدن التي تعاني من هذه المشكلة، ولا داعي لترديد أننا الأقل عدداً في القضاة مقارنة بمن حولنا. * هنالك هيئات رقابية وجهات محاسبة تلاحق الفساد، ولكن الفساد منتشر والبلد يئنُّ من تعثر المشاريع وتفشي التجاوزات. كيف نقضي على الفساد؟ - لدينا الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، والشعور بوجودها سيتنامى إن لم تكن هناك حصانة لأي أحد، وشخصياً أحلم باليوم الذي تنشأ فيه هيئة وطنية لنشر الصلاح. العلامة عبدالله فدعق