وفق المادة الحادية والثلاثين من النظام الأساسي للحكم: «كفلت الدولة تقديم الرعاية الصحية لكل مواطنيها..». وهذا صنيع تُشكر عليه الدولة، ويغبطنا عليه كثير من شعوب العالم. إلى هنا والأمر محل رضا المواطنين وإسعادهم، لكن ماذا عن الذين تبتعثهم الدولة إلى خارج حدودها لتلقي العلوم والمعارف؛ ليعودوا بعد رحلة شاقة لخدمة وطنهم الذي يدينون له بالفضل بعد الله تعالى، فهل يُعقل أن تتخلى عنهم؛ حيث أمر معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، بإيقاف تأمين علاجهم؟! فلمن يتركهم؟ هل يتركهم يتسولون أشقاءهم من دولٍ خليجيةٍ كالإمارات والكويت وقطر، الذين تبلغ مكافآتهم نحو ضعفي مكافأة المبتعث السعودي؟! علماً بأن مكافآت أبنائنا، بالكاد تغطي أجور السكن، وبالتأكيد لا تكفي للقمة العيش والمواصلات ومتطلبات الحياة، في بلدان ذات غلاء فاحش، كأوروبا وأمريكا واليابان؛ فمن أين ينفقون على أنفسهم؟ وهل يوجد أغلى عند الدولة من أبنائها؟! إنني أنقل نداءهم إلى والدهم الرحيم: خادم الحرمين الشريفين: الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ لينظر في أمر علاجهم، داعين الله أن يحفظه لنا جميعاً وينصره ويسدده. قد يسألني سائل: ولِمَ ترفع شكواهم إلى مقام خادم الحرمين مباشرة؟؛ فأقول: «إن مجلس الملك ومجلس ولي العهد، مفتوحان لكل مواطن ولكل من له شكوى، أو مظلمة..». هذا نَصُّ المادة الثالثة والأربعين من النظام الأساسي للحكم؛ الأمر الذي شجعني للكتابة عن شكواهم، وإنني لواثقٌ من أنّ الاستجابة لعوزهم وتحقيق مطلبهم أقرب إليهم من قراءة مقالي هذا. قلت: الوطنُ، كالأم، تحضنك مرتين، الأولى: حباً لك، والثانية: حرصاً عليك.