حمل المعرض الصغير الذي افتتح مساء الخميس في غاليري “اوروبيا” في باريس بمشاركة 12 فناناً من ثماني جنسيات مختلفة، عنوان “حرية، من وحي محمود درويش”، قدم كل واحد منهم لوحة، وهؤلاء تجمعوا حول قصائد محمود درويش التي استقوا منها أعمالاً تنشد الحرية، ووجهوا عبر عرضها تحية لنضال الشعب السوري. وتوافد مساء الخميس عدد من الفنانين ومن المهتمين إلى المعرض الذي احتضنه غاليري الدائرة السابعة من باريس، حيث تنوعت اللوحات بين الحفر والرسم والكولاج وفن الخط.. وقد خرجت الأعمال جميعها من قصائد درويش. وقالت ندى كرامي التي تدير غاليري “أوروبيا” لوكالة فرانس برس إنه ومع حلول هذا الشهر يكون قد مضى عام كامل على انطلاقة الثورة السورية، كذلك تحل ذكرى محمود درويش الذي “كان أكبر شاعر عربي مدافع عن الحرية”. أضافت “ولا يوجد من هو أكثر تعبيراً عن صوت الحرية في العالم العربي. من هنا رغبت بجمع الاثنين فنياً”. وأوضحت كرامي “اخترت فنانين سبق وتناولوا محمود درويش في أعمالهم. وهم من خلال فنهم يوجهون تحية للشعب السوري ونضاله. نحاول أن نلتقي جميعاً قلباً وروحاً مع المنتفضين في سوريا وكذلك حول معاني الحرية”. ومن بين اللوحات اللافتة، قدم الفنان البريطاني آشليه عمل حفر تناول الهوية الفلسطينية، تبرز فيه شجرة زيتون تتفرع منها كلمات محمود درويش التي خطت باللغة الإنكليزية. وهذا الفنان يعمل على رسم لوحات انطلاقا من قصائد درويش منذ عشرين عاما كما يعمل على رسم لوحات تتضمن لغة سلتية. وشرح آشليه لوكالة فرانس برس “أردت ان اقدم لوحة جديدة للمعرض فاخترت قصيدة “هوية” ورسمت النص بالإنكليزية. ولأن اللوحة يجب أن تمثل هوية شعب، فاخترت لها شجرة الزيتون”. وأضاف أن “أشجار الزيتون هذه تتوارث من جيل إلى جيل ويصل عمر بعضها إلى 400 سنة، يتم اقتلاعها من جذورها وبيعها بأثمان باهظة في الولاياتالمتحدة للأغنياء. وهي تجسد عذاب شعب ومحاولة اقتلاعه من أرضه”. ومن الأعمال المميزة الأخرى، لوحة للفنان الجزائري مصطفى بوتاجين قدم فيها برورتريه من الكولاج لمحمود درويش. والبورتيريه جزء من سلسلة بورتريهات حملت عنوان “فلسطينيون” وجسدت عدداً من الشخصيات الفلسطينية البارزة، أو شخصيات عالمية دعمت نضال الشعب الفلسطيني، من أمثال إدوارد سعيد، وكاتب ياسين، وجان لوك غودار. وقال بوتاجين “أنا أستخدم المجلات الفرنسية الثمينة، وإعلانات العطور والمجوهرات، والأشياء الجميلة فيها لأصنع منها شخصياتي. محمود درويش ليس شاعراً ملتزماً فحسب، إنه شاعر وشعره يحكي عن شعبه وعن هوية هذا الشعب”. من ناحيتها قدمت السورية علا حجازي التي تعيش في السعودية لوحة بعنوان “غريب في مدينة بعيدة” من وحي قصيدة درويش التي تحمل العنوان نفسه. واللوحة تمثل الانسان الذي يحمل وطنه في داخله ويرحل ليبقى الوطن متفتحا فيه مثل وردة. وتقول علا حجازي عن الالوان الزاهية التي تميز لوحتها على الرغم من القصيدة المثيرة للكآبة، “في داخل كل كائن نقاط نور ونقاط سوداء. علينا تناول هذا النور الذي بداخلنا، وفي هذا نكون اقوى للمضي بحياتنا. الايام السوداء علمتني كيف اصل الى الالوان الزاهية في لوحتي”. إلى ذلك تضمن المعرض أعمالاً للأردنية منى السعودي، والتركي إسماعيل يلدريم، والفرنسية دنيز إيير أوجييه، وآخرين. أ ف ب | باريس