كشف الخبير النفطي المهندس عثمان الخويطر، أن المملكة استهلكت ما يقرب من نصف احتياطيها من النفط، وبدأت الآن في استهلاك النصف الآخر، الذي يحتاج على حد وصفه إلى تكلفة أعلى من أجل استخراجه، مشدداً على أهمية إيجاد مصادر أخرى بديلة للنفط الأحفوري، لتقليل نسبة الاستهلاك منه. وقال إن «إنتاج الصخري في أمريكا وغيرها، لم يكن في يوم من الأيام مزعجًا بالنسبة للمملكة، مشدداً على أهمية أن «تتجه السعودية إلى استثمار الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة»، داعياً في الوقت نفسه إلى «تنويع مصادر الدخل في المملكة، تحسباً لنضوب النفط في أي وقت». وتحدث الخويطر، الذي حل ضيفاً أمس الأول على ديوانية الأطباء في منزل عبدالعزيز التركي، عن حاضر البترول ومستقبله»، وقال: «تأخرنا كثيراً في الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية والمتجددة، لاسيما ونحن قد أنشأنا قبل أكثر من 30 سنة مشروعا للطاقة الشمسية في «العيينة»، ولكن لم تتم متابعته وتطويره». وتابع «حتى الآن لا توجد جهة مسؤولة عن ملف الطاقة الشمسية والمتجددة في المملكة لترسم خارطة طريق للاستثمار والتطوير، على الرغم من أن هذه الطاقة تدعم البترول وتخفض من نسبة استهلاكه»، مبيناً أن «هذا هو الوقت الذهبي للاستثمار في الطاقة الشمسية، لوجود الفوائض المالية المطلوبة». وقال: «الطاقة الشمسية المتجددة سيكون لها دور كبير في إنقاذ العالم من نقص حاد متوقع في مصادر الطاقة الرخيصة». وتحدث الخويطر عن البترول كسلعة مهمة في السعودية، وقال: «كنت أتمنى لة قللت المملكة من إنتاجها من النفط منذ السبعينيات والثمانينيات من أجل الحفاظ على هذه الثروة الناضبة، مع فتح مجال بشكل أوسع لمشاركة المواطن في التنمية الاقتصادية، بدلا من توفير المال له بطرق سهلة لا تشجع على العمل والإنتاج الفردي». ولفت إلى أن «أكثر من 90% من دخلنا يعتمد على النفط». وأشار الخويطر إلى ارتباط احتياطيات البترول في معظم الدول المنتجة، ومن ضمنها دول الخليج، بغطاء كثيف من عدم الشفافية، وهو ما يخفي عن المواطن معلومات مهمة عن مستقبل الدخل والاقتصاد، خصوصا عندما يكون الأمر يتعلق بمصير شعوب بأكملها، كحالة شعوب الخليج. وتحدث الخويطر عن أسعار تراجع أسعار النفط، وقال: «الدوافع الحقيقية جيوسياسية، وليس كما يتردد في الإعلام الغربي بأن السبب يعود إلى منافسة النفط الصخري». وقال: «وسائل الإعلام الغربية أرجعت أسباب الانخفاض إلى عدم خفض الإنتاج من أجل المحافظة على الحصص السوقية، وهذا لا يتناغم مع المنطق، خاصة إذا علمنا أن المنتجين يخسرون أكثر من 70% من الدخل». وتابع: أن «ظهور النفط الصخري، ليس بسبب التكنولوجيا المستخدمة في التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي، بل بسبب وصول أسعار النفط الأحفوري إلى مستوى أسعار مرتفع أواخر العقد الماضي»، مشيراً إلى أن «معدل إنتاج بئر الصخري نحو 200 برميل يوميا، وهو إنتاج ضعيف، وكلفة استخراج البرميل منه تقترب من 120 دولاراً، وبالتالي لا يمكن أن يكون منافساً للنفط الأحفوري»، مستشهداً على صحة كلامه بأن المسؤولين السعوديين لم يتذمروا في الماضي من إنتاج النفط الصخري. وهذا يعني إنتاجه لم يكن في يوم ما مزعجًا بالنسبة للمملكة». وشدد الخويطر على أهمية تنويع الدخل في المملكة. وقال: «النفط سلعة قابلة للنضوب، وقد يؤدي هذا النضوب إلى كوارث اقتصادية وإنسانية لا قدر الله، لذا علينا التنوع لاقتصادي حتى تستمر الحياة، خاصة أن عدد سكان المملكة ينمو بشكل كبير». وعاد الخويطر للتأكيد على أن مستقبل النفط غامض. وقال: «النفط التقليدي، وهو المصدر الرئيس، يمد العالم بما يزيد على 90 مليون برميل يوميا، وسينخفض الإنتاج قسرا خلال العقود المقبلة، مع استمرار نمو الطلب العالمي». وقال: «تكلفة إنتاج البرميل في المملكة كانت في الستينيات أقل من دولار واحد، وفي السبعينيات أصبحت دولارين، والآن تقترب من 10 دولارات». ولم يؤيد الخويطر إنشاء صناديق ادخار للأجيال المقبلة، وقال: «أؤيد هذا الأمر في حالة عدم المساس بها»