تنوي ألمانيا إرسال جنود إلى تونس لتدريب الجيش في هذا البلد ثم احتمالاً الجيش الليبي على محاربة تنظيم داعش المنتشر في ليبيا ويشكل تهديداً إقليميّاً، بحسب ما ذكرت «صحيفة بيلد إم سونتاغ» الألمانية أمس. وذكرت الصحيفة أن ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع سيتوجهون الخميس والجمعة إلى تونس لدراسة إمكانية مشاركة عسكريين ألمان في بعثة تدريب. وأضافت «بيلد إم سونتاغ» أن هذا الالتزام قد يؤدي فيما بعد إلى إقامة معسكر تدريب للجنود الليبيين في تونس مع شركاء آخرين. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون در ليين للصحيفة إن «إرهاب تنظيم داعش يهدد كل شمال إفريقيا» ومن الضروري جدّاً «بذل كل الجهود الممكنة لدعم الدول التي تناضل من أجل الديمقراطية مثل تونس». وأضافت أن إقامة معسكر للتدريب في تونس سيساعد في الاستقرار الإقليمي. وتابعت الوزيرة الألمانية «وفي حال نجحت ليبيا يوماً في تشكيل حكومة وحدة وطنية فسيكون بإمكان قواتها الأمنية أيضاً أن تحظى بتدريبات في تونس». ولم تشأ وزارة الدفاع التعليق على هذه التصريحات. وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية المحادثات المقررة في تونس «حول المزيد من التعاون بشأن الأمن» إلا أنه رفض الكشف عن مزيد من المعلومات. ويشارك الجيش الألماني حالياً في التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم داعش. ويقوم بتسليح وتدريب قوات كردية في شمال العراق، وبطلعات استطلاعية فوق سوريا. ومنذ 2013 قدمت ألمانيا إلى تونس أكثر من 100 مليون يورو «111 مليون دولار» لتمويل برامج لتحسين اقتصادها. كما أنها تزود قواتها الأمنية بالمعدات والتدريب. لكن المكلف بالمسائل الدفاعية للحكومة هانس بيتر بارتلز اعتبر الشهر الماضي أن الجيش الألماني «بلغ حدود إمكانات التدخل». وشهدت تونس هجومين مدمرين استهدفا قطاع السياحة المهم فيها العام الماضي في منتجع سوسة ومتحف باردو أسفرا عن مقتل 60 شخصاً. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجومين. وبدأ التنظيم المتطرف في الانتشار في ليبيا وسط حالة الفوضى التي يعاني منها هذا البلد منذ الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي في 2011.