اتهم رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو أمس روسيا بالتصرف في سوريا كأنها «منظمة إرهابية»، متوعدا برد قوي. وصرح داود أوغلو في مؤتمر صحافي في كييف مع نظيره الأوكراني ارسيني ياتسينيوك «إذا واصلت روسيا التصرف كأنها منظمة إرهابية ترغم المدنيين على الفرار فسنوجه إليها رداً حاسماً جداً»، بحسب الترجمة الرسمية لما قاله. وأضاف إن «روسيا وتنظيم داعش في سوريا ارتكبا العديد من الجرائم ضد الإنسانية. وهذه القضية ينبغي النظر فيها في إطار القانون الدولي». وتابع داود أوغلو أن «النية الحقيقة لروسيا (في سوريا) هي قتل أكبر عدد من المدنيين ودعم النظام السوري ومواصلة الحرب». وقال داود أوغلو إن تركيا لن تسمح بسقوط بلدة أعزاز في شمال سوريا في يد مقاتلين أكراد، محذرا من أنهم سيواجهون «أقسى رد» إذا اقتربوا من البلدة مجدداً. وقال داود أوغلو إن صاروخا باليستيا روسيا أصاب مدرسة ومستشفى في بلدة أعزاز بشمال سوريا، مما أسفر عن مقتل الكثير من المدنيين بينهم أطفال. وأضاف داود أوغلو خلال زيارة لأوكرانيا، أن روسيا ووحدات حماية الشعب الكردية أغلقاً ممراً إنسانياً شمالي مدينة حلب، وأن موسكو تريد ألا تترك للمجتمع الدولي سوى خيارين في سوريا، إما الرئيس بشار الأسد أو تنظيم داعش. وتابع أن تركيا ستستمر في الرد على وحدات حماية الشعب الكردية – التي قصف الجيش التركي مواقعها عبر الحدود في الأيام القليلة الماضية – إذا واصلت هجومها على أعزاز. وقال مسعف واثنان من السكان إن 14 مدنياً على الأقل قتلوا حين سقطت صواريخ على مستشفى للأطفال ومدرسة ومواقع أخرى في مدينة أعزاز السورية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة قرب حدود تركيا. وذكروا أن خمسة صواريخ على الأقل أصابت المستشفى الواقع في وسط المدينة ومدرسة قريبة يحتمي بها لاجئون فروا من هجوم كبير للجيش السوري. وقال أحد السكان إن مأوى للاجئين إلى الجنوب من أعزاز أصابته أيضا قنابل أسقطتها طائرات يعتقد أنها روسية. وفر عشرات آلاف الأشخاص إلى المدينة – وهي آخر معاقل المعارضة المسلحة على الحدود مع تركيا – هرباً من مدن وقرى تشهد قتالا عنيفاً بين الجيش السوري والمسلحين. وقال المسعف جمعة رحال «كنا ننقل العشرات من الأطفال الذين يصرخون من المستشفى». وأضاف أن طفلين على الأقل قتلا ونقلت سيارات الإسعاف عشرات المصابين إلى تركيا لتلقي العلاج. وتتقدم القوات الكردية من الغرب ويقاتلون المعارضة المسلحة في أعزاز التي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن معبر باب السلام الرئيس على الحدود. وتتقدم قوات الجيش السوري من الجنوب. ويحاول الأكراد والجيش السيطرة على الحدود مع تركيا من مسلحي المعارضة. وتساعد الغارات الروسية على مسلحي المعارضة الجيش السوري على التقدم نحو حلب التي كانت أكبر المدن السورية ومركزها التجاري قبل بدء الصراع. وإذا تمكن الجيش من السيطرة على حلب فسيصبح ذلك أكبرانتصار للحكومة السورية في الحرب.