وافقت إسرائيل على صفقة عسكرية لمساعدة كينيا في محاربتها لمجموعات صومالية على صلة مفترضة بتنظيم “القاعدة”، تحت غطاء مكافحة عمليات القرصنة، قبالة سواحل القرن الإفريقي. وقال رئيس الكيان الإسرائيلي، شمعون بيريز، إن بلاده مستعدة ل”تسخير كل شيء ممكن”، لتعزيز قدرات كينيا في تأمين حدودها وتعزيز أمنها الداخلي. هذا في الوقت الذي تواصل فيه الأخيرة توغلها واختراقها لأراضي جارتها، الصومال. تفاصيل الصفقة بين تل أبيب ونيروبي، لم يفصح عنها حتى الآن، لكن اعتراف رئيس وزراء كينيا، رايلا أودينغا، بتزايد التهديدات الأمنية الداخلية، ودعوته إلى إتخاذ تدابير أمنية أكثر فعالية، يشير إلى صفقة ما تحضر، وعلى مستوى رفيع عسكريا. مضيفا -في إشارة واضحة إلى الدعم الإسرائيلي- ”يمكن لإسرائيل أن تساعد في بناء قدرات الشرطة الكينية لتعزز مؤهلاتها في مواجهة المسلحين”. هذا، وقد اجتاحت القوات الكينية مناطق الحدود مع الصومال قبل 6 أسابيع، بهدف مطاردة مجموعات حركة الشباب الصومالية، المتهمة بالارتباط بتنظيم “القاعدة”. يُذكر أن رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينجا، الذي بدأ الأحد زيرة رسمية لإسرائيلي، اجتمع الإثنين الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كرر استعداد تل أبيب لدعم نيروبي، قائلا “أعداء كينيا هم أعداء إسرائيل، لذا فإننا يجب أن نكون قادرين على المساعدة”. وكانت إسرائيل قد ساعدت في الماضي كينيا عقب هجمات “القاعدة” على السفارة الأميركية في العاصمة نيروبي، العام 1998. من جهتهم، حذر محللون من أن “الاتفاق الجديد الذي أعلن يوم الاثنين، قد يثير غضب حركة الشباب في الصومال”، ومن المرجح أن “يضعف دعم العمليات الكينية داخل الصومال”. ويُلاحظ في الآونة الأخيرة اهتمام غير مسبوق بمنطقتي القرن والساحل الإفريقيين، من أكثر من لاعب دولي، وفي مقدمهم تل أبيب، بالتزامن مع نشاط مكثف للمجموعات المسلحة المرتبطة ب”القاعدة” في هذه المناطق، وربما أصبحت من أكثر الأماكن حيوية بالنسبة لشبكات “القاعدة”، خاصة مع توفر أسلحة خفيفة وثقيلة، يتم تهريبها عبر الحدود، من جبهات القتال في ليبيا. الاشتباه بوجود أنشطة “القاعدة” لم يقف عند تلك المنطقة، بل امتد إلى نيجيريا، حيث اعتبر مركز الدراسات الإستراتيجية الأمريكي ”ستراتفور”، وهو مؤسسة استخبارية مقربة من الدوائر الإسرائيلية، أن طبيعة العمليات “الإرهابية” التي نفذتها مجموعة ”بوكو حرام” الإسلامية المتشددة، النشطة في نيجيريا، قد تشير إلى وجود علاقات مع المجموعات “الإرهابية “الإفريقية الأخرى، منها تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”. ويعتقد بعض المراقبين أنه ولهذا السبب، تم توسيع اجتماع وزراء خارجية دول الميدان لمنطقة الساحل (الجزائر، مالي، النيجر، موريتانيا) المتوقع تنظيمه بداية ديسمبر المقبل، بالعاصمة نواكشوط، ليضم ثلاث دول إفريقية أخرى، وهي: نيجيريا، وتشاد، وبوركينافاسو. إسرائيل | القاعدة | القرن الإفريقي | كينيا: