عندما تتجلى التخبطات الإدارية وتتصدر الضوائق المالية المشهد، فحتماً سوف يكون الانهيار طريقاً والسقوط مرتعاً، وهذا ماحدث للفريق الشبابي الذي كان بطلا تهتز الملاعب لسطوته الميدانية، وترتعد فرائص الخصوم قبل مواجهته، وتعد الأندية العدة قبل مبارياته لما كان يملك من شخصية الفريق البطل، ولكن التخبطات الإدارية نحرت الفريق من الوريد للوريد، وقدٓمته لقمة سائغة للمنافسين ليتحول لحمل وديع لا يملك مقومات المنافسة، يسقط في كل مباراة بشكل لايليق بنادٍ لقب بشيخ الأندية، لعراقتة التاريخية وماضيه الناصع بالبطولات، عراقة الماضي شوهتها انتكاسات الحاضر، فلم يبق للشبابيين إلا ذكريات الماضي يسترجعونها بعد كل خسارة، ولسان حالهم يقول: ألا ليت الشباب يعود يوما. أضحى الفريق ممرا سهلا للأندية الصغيرة قبل الكبيرة، يترنح في وحل التخبطات الفنية، يمضي وحيداً يُصارع أمواج الإخفاقات بعدما تخلى عنه أبناؤه، أصبح شعارهم الاكتفاء بمشاهدة سهام الإخفاقات تنهش جسدالفريق دون معالجة جراحه العميقة، التي بدأ نزيفهَا منذ ثلاث سنوات، بعد سلسلة من السلبيات الإدارية في عهد الإدارتين السابقتين، باتخاذهما سياسة التفريط في النجوم، وتفريغ الفريق من ركائزه العناصرية في عهد الرئيس الأسبق خالد البلطان، فرط في ناصر الشمراني والمحترف الأرجنتيني تيجالي بالرغم أنهما متألقان، وفي عهد إدارة خالد بن سعد في الموسم الماضي فرطت في المهاجم مهند عسيري. وهناك لاعبون آخرون تم التفريط فيهم من قبل الإدارتين، ولكن هؤلاء الأبرز والأكثر تأثيرا في الخارطة الشبابية، وأكملت الإدارة الحالية مسلسل التفريط في النجوم، بالتخلي عن المهاجم نايف هزازي دون إيجاد بدائل فنية. الإدارتان السابقتان فشلتا في معالجة معضلة الفريق، وظهرت بعدهما انقسامات وتحزبات بين الشبابيين، وتركوا الفريق يغرق دون إنقاذه، وهذا يناقض تصريحاتهما قبل الرحيل، الشبابيون ينتظرون من البلطان تنفيذ وعوده التي أطلقها بعد استقالته، حيث ذكر آنذاك أنه لن يترك الفريق وسوف يدعمه، وربما كان سبب ابتعاده في الموسم الماضي وجود إدارة خالد بن سعد، لعدم توافقهما في الآراء واختلافهما على الصعيد الشخصي، ولكن الأخير رحل ولم يعد البلطان. وبما أن عضو شرف النادي الأمير فهد بن خالد هو من يدير النادي، مُطالب بتصحيح سلبياته التعاقدية، والاستشارات الفنية تقي من شر السماسرة، وسياسة بيع النجوم ليست في مصلحة الفريق، ويجب أن يُدرك رمز الشباب الأمير خالد بن سلطان خطورة الموقف، وتتطلب هذه المرحلة تكاتف أعضاء الشرف والدعم المادي لحاجة الفريق المُلحة لعناصر أجنبية بخانة الهجوم وصناعة اللعب، عدا ذلك سوف يواصل الفريق الانهيار وربما يهبط إلى الدرجة الأولى.